وسيأتي أيضاً مزيد تحقيق حول ذلك في الحلقة الرابعة (ابن عباس في الميزان) إن شاء الله تعالى.
ورحم الله المعري حيث يقول :
وقد سمّاه سيده عليّاً |
|
وذلك من علوّ القدر فال (١) |
لقد كان الإمام (عليه السلام) منتظراً للشهادة ، بل ومنتجزاً لها فيقول : (متى يبعث أشقاها) لشدة ما كان يجده من خلافات مجتمعة ، وما يجده في نفسه من ظلم لحقه من بعد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وحتى يومه ، فهو لئن جاهد الكفار والمشركين أيام الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على تنزيل القرآن حتى دخلوا في دين الله ، فقد صار يجاهد المسلمين من بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على تأويل القرآن ، حيث ذهبت بهم منازعُهم إلى مُنازعته ، حتى تفلّتوا من أحكام الدين على غير هدى ، فصار يدعو لنفسه وعليهم فيقول : (ما يحبس أشقاكم أن يجيء فيقتلني ، اللّهمّ إني قد سئمتهم وسئموني ، فأرحني منهم وأرحهم مني) (٢). وقد مرّت بنا شواهد على ذلك في حديثه مع ابن عباس في الشقشقية وفي صنوها.
واستجيبت دعوته فقتل غيلة بضربة غادرة آثمة من سيف آثم كفور ، فأورث قتلُه (عليه السلام) المسلمين ذلاً شاملاً ، كما أورث آله وذويه حزناً دائماً.
يقول جورج جرداق : « وقال القدر كلمته الغادرة فأتاه ابن ملجم بسيف مسموم يضرب رأسه الضربة الّتي قال فيها الخبيث إنّها لو كانت بأهل مصر جميعاً لأتت عليهم ...
____________
(١) الغيث المسجم ١ / ١٢٠.
(٢) أنساب الأشراف ٢٤ / ٥٠١ تح ـ المحمودي بيروت.