روى فرات بن إبراهيم بسنده عن ضرار بن الأزور (١) : « أنّ رجلاً من الخوارج سأل ابن عباس عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، فأعرض عنه ثمّ سأله فقال : كان والله عليّ أمير المؤمنين يشبه القمر الزاهر ، والأسد الخادر ، والفرات الزاخر ، والربيع الباكر ، فأشبه من القمر ضوؤه وبهاؤه ، ومن الأسد شجاعته ومضاؤه ، ومن الفرات جوده وسخاؤه ، ومن الربيع خِصبه وحياؤه.
عقمت النساء أن يأتين بمثل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
تالله ما سمعت ولا رأيت إنساناً مثله ، لقد رأيته يوم صفين وعليه عمامة بيضاء وكأن عينيه سراجان ... » (٢) إلى آخر ما سيأتي.
وروى هذا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عليّ الطبري بسنده عن عكرمة عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) قال : « عقم النساء أن يأتين بمثل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ما كشفت النساء ذيولهنّ عن مثله ، لا والله ما رأيت فارساً محرباً يوزن به ، لرأيته يوماً ونحن معه بصفين وعلى رأسه عمامة سوداء ، وكأنّ عينيه سراجا سليط تتواقدان من تحتهما ، يقف على شرذمة شرذمة يخطبهم حتى انتهى
____________
(١) هذا ليس هو المعدود في الصحابة والّذي قتل مالك بن نويرة فانّه قيل مات في أيام أبي بكر وقيل في أيام عمر راجع الإصابة في ترجمته وإنّما هذا رجل آخر غيره لم أقف على من ذكره في الرجال عندنا. فهو مجهول. ولكن اتفاق جمهرة من المؤرخين على رواية المشهد عن ابن عباس يجعلنا من المطمئنين برواية فرات بن إبراهيم.
(٢) في تفسيره / ١٦٣ ط الحيدرية.