قبل التحدّث عن تلك الولاية ، لابدّ لنا أن نتعرف ـ ولو بايجاز ـ جوانب تلك الولاية ، بدءاً من بلد الولاية من خلال معرفة طبيعته الجغرافية والسكّانية وسعتها الإدارية ، ثمّ معرفة مهمة الوالي من خلال واجباته ومدى صلاحياته. وأخيراً : لماذا تم إختيار ابن عباس بالذات دون غيره؟ وهذه المحاور الثلاثة سوف تعرّفنا البصرة بنية وملامح وحدوداً ، كما تعرّفنا أهميّة اختيار الإمام الشخص المناسب في الموقع المناسب في الظرف المناسب.
والآن فإلى :
وهو معرفة طبيعة البصرة من خلال موقعها الجغرافي ، ومن خلال التركيبة السكانية فيها ، وبالتالي معرفة سعتها الإدارية.
أمّا عن موقعها الجغرافي فهي تقع موقعاً وسطاً تلتقي عنده الطرق البرية والبحرية الّتي تربط الحجاز جنوباً ببلاد الخليج شرقاً وحتى بلاد خراسان وما والاها. كما تتصل من خلال تلك الطرق بالكوفة شمالاً وبالشام غرباً ، وذلك الموقع هيأ لها جوّ التلاقح الفكري بين مختلف الأجناس الّتي كانت فيها أو الّتي تمرّ بها.