بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وبه نستعين
الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطيبين الطاهرين ، ورضي الله عن الصحابة المرضيين المهتدين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين ، وبعد :
فقد سايرنا في الأجزاء الثلاثة من الحلقة الاُولى من موسوعة (عبد الله بن عباس حبر الاُمة وترجمان القرآن) ، شطراً كبيراً من حياته ، وقرأنا شيئاً كثيراً من صفاته وسماته ، والآن نحن على أبواب عهد جديد من فصول سيرته ، نبدأ الحديث فيه من ولايته على البصرة بعد انتهاء مأساتها ، إذ وضعت الحرب أوزارها ، وكانت أوّل حرب ضروس بين أهل القبلة ، وقد قرأنا كيف كانت سيرة الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) مع أولئك المحاربين ، ولولا تلك السيرة المثلى ، لما عرف الفقهاء أحكام المحاربين من أهل القبلة ، إذ يقتل المقاتلة ، ولا تُسبى النساء ولا الذراري ، وليس من غنائم إلاّ ما حوته حومة الحرب ، ثمّ الناس آمنون ، كما مرّت الإشارة إلى ذلك.