وهنا لا يفوتني التنبيه إلى تفاوت في هذا النص وقع في مروج الذهب فقد ورد : « وأتاه من البصرة (من قبل) ابن عباس ... بدل : وأتاه من البصرة (مع ابن عباس) » (١) كما مرّ في ط العامرة البهية. وهذا التفاوت يغيّر كثيراً في مجريات الأمور بالنسبة إلى ابن عباس ، ولا أعلم هل أنّ ما في طبعة تحقيق عبد الحميد كان من المزيد والتنقيح الّذي امتازت به طبعته؟ بعد ثلاثين سنة من تاريخ الطبعة الأولى ، ولا يحضرني فعلاً طبعات أخر للمقارنة ، إلاّ أنّ الّذي سبق لي ذكره من إمارات وجود ابن عباس مع الإمام في تلك الحرب تؤيد نص طبعة العامرة البهية (وأتاه من البصرة مع ابن عباس).
ومع جميع تلك الإمارات فلم يأخذ بها بعض الباحثين المحدثين ومنهم طه حسين فقد قال في كتابه عليّ وبنوه : « وكتب عليّ إلى أهل البصرة فجاء منهم جند صالح ، ولم يشخص ابن عباس هذه المرة ، وإنّما اكتفى بتسريح الجند إلى عليّ » (٢) وكأنّه يحاول ترتيب مقدمات الإدانة لحديث الخيانة والله العالم.
ذكر غير واحد من مترجمي حبر الأمة عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) حضوره مع الإمام في حربه الخوارج بالنهروان ، فمنهم ابن عبد البر في الاستيعاب (٣) ، والدياربكري في تاريخ الخميس (٤) ، والمسعودي في مروج الذهب كما مرّ ،
____________
(١) مروج الذهب طبعة مصرية بتحقيق محمّد محي الدين عبد الحميد الطبعة الثالثة سنة ١٣٧٧ هـ مكتوب عليها (مزيدة ومنقحة).
(٢) عليّ وبنوه / ١١٢ ط المعارف.
(٣) الاستيعاب ٢ / ٣٥٢.
(٤) تاريخ الخميس ١ / ١٨٩.