والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ذكره فيمن ورد المدائن مع الإمام (عليه السلام) (١) ، كما ذكر ابن شهر آشوب في المناقب (٢) بعث الإمام ابن عباس إلى الخوارج في النهروان فقال له : (يا بن عباس امض إلى هؤلاء القوم فانظر ما هم عليه ولماذا اجتمعوا؟ الخ ثمّ ذكر محاججته إياهم بعين ما مرّ منّا ذكره في محاورة ابن عباس مع المحكمة في حروراء نقلاً عن ابن أعثم).
وقال ابن حجر في فتح الباري : « ومقتضى ما ذكره أهل العلم بالأخبار كالمدائني ان ابن عباس كان استنفر أهل البصرة بأمر عليّ ليعاودوا محاربة معاوية بعد الفراغ من أمر التحكيم ثمّ وقع أمر الخوارج فسار ابن عباس إلى عليّ فشهد معه النهروان ... » (٣).
وقال المدني في الدرجات الرفيعة : « وعن عبد الله بن عوف بن الأحمر أنّ عليّاً (عليه السلام) لم يبرح النخيلة حتى قدم عليه ابن عباس من البصرة » (٤).
وقال سبط ابن الجوزي : « وكانت الخوارج بالنهروان ، فقال له ابن عباس : قد تجدّد أمر فاكتب إليهم قبل لقائك إياهم ، فكتب إليهم يخبرهم بأمر الحكمين فاقبلوا إلينا لنجاهد القوم فإنّا على الأمر الأوّل.
فكتبوا إليه : إنّك لم تغضب لله تعالى وإنّما غضبت لنفسك ، فإن شهدت على نفسك بالكفر وتبت نظرنا فيما بيننا وبينك ، وإلاّ نابذناك على سواء إنّ الله لا يحب الخائنين.
____________
(١) تاريخ بغداد ١ / ١٧٤.
(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٢ / ٣٦٩ ط الحيدرية.
(٣) فتح الباري ١٣ / ٢٨ تح ـ محمّد فؤاد عبد الباقي ومحب الدين الخطيب ط بيروت.
(٤) الدرجات الرفيعة / ١١٠.