ذكر الشيخ المفيد وأبو الفرج (١) والأربلي (٢) وغيرهم واللفظ للأول ، قال : « وروى أبو مخنف لوط بن يحيى قال حدثني أشعث بن سوار عن أبي إسحاق السبيعي وغيره قالوا : خطب الحسن بن عليّ (عليه السلام) في صبيحة الليلة الّتي قبض فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثمّ قال : لقد قبض هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل ، ولا يدركه الآخرون بعمل ، لقد كان يجاهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيقيه بنفسه ، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوجّهه برايته فيكتنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله ، ولا يرجع حتى يفتح الله على يديه ، ولقد توفي (عليه السلام) في الليلة الّتي عُرج فيها بعيسى بن مريم (عليه السلام) ، وفيها قبض يوشع بن نون وصيّ موسى (عليه السلام) ، وما خلّف صفراء ولا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطائه ، أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله. ثمّ خنقته العبرة فبكى وبكى الناس معه ، ثمّ قال : أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني (فأنا الحسن بن محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم » (٣) أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، أنا ابن السراج المنير ، أنا من أهل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، أنا من أهل بيت افترض الله مودتهم في كتابه فقال تعالى : ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) (٤) فالحسنة مودّتنا أهل البيت. ثمّ جلس.
____________
(١) مقاتل الطالبيين / ٣٢ ـ ٣٣ ط الحيدرية.
(٢) كشف الغمة ١ / ٥٠٥ ط منشورات مكتبة الرضي بقم.
(٣) كذا في مقاتل الطالبين.
(٤) الشورى / ٢٣.