يهتدي من حرّمه وهم على ذلك الدين ويضل من استحله ، وكيف يحل الله قتال قوم ويأمر به ويأذن فيه ثمّ يكفّر من استحله حتى يأذن فيه من يستحل تحريمه من الحكمين ، وذلك انّ عليّاً حرّم القتال الّذي أحلّه الله من معاوية وجنده ، حتى يأذن فيه عمرو بن العاص وأبو موسى وزعم عليّ أنّه من قام بكتاب الله جلّ وعلا وسنّة نبيّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، ويستحل ما أحل الله من قتال الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله فهو من الكافرين حتى يأذن فيه من يدين بتحريم ما أحل الله من قتال الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله بغير كتاب من الله حدث يحرّم ما أحل الله من قتالهم وحتى يأذن فيه من يدين بتحريمه ويستحل ما حرّم الله من دماء المسلمين ، ويحرّم ما أحل الله من قتال الفئة الباغية ويعادي أولياء الله ويوالي أعداء الله. فنذكرك الله يا بن عباس هل يسع هذا من فعله ويهتدي به؟
قال : اللّهمّ لا. (وانصرف عنهم وهو مقرّ لهم ومعترف لهم أنّهم قد خصموه ، ونقضوا عليه ممّا جاء به ممّا احتج به عليهم) (؟)
(فرجع ابن عباس إلى عليّ ، فلمّا رآه قام إليه وناجاه وكره أن يسمع أصحابه قولهم وحجتهم الّتي احتجوا بها) (؟)
فقال له عليّ : ألا تعينني على قتالهم؟
فقال ابن عباس : لا والله لا أقاتل قوماً قد خصموني في الدنيا وإنّهم يوم القيامة لي أخصم وعليّ أقوى وإن لم أكن معهم لم أكن عليهم.
واعتزل عنه ابن عباس (رضي الله عنه) ثمّ فارقه ، وكتب إليه عليّ (يؤنبه) (؟) بمال أخذه من البصرة من بيت المال.