في أربعمائة رجل ـ ووقعت الهزيمة في أهل الشام فقتل منهم بشر كثير ، وقُتل من أصحاب شبيب أربعة ومن أصحاب كميل اثنان (١).
٦ ـ غارة بسر بن أبي أرطأة على الحجاز واليمن وأوصاه معاوية : واقتل كلّ من نابذك حتى تدخل أرض اليمن. فأتى المدينة فقتل بها خلقاً كثيراً وأمر بدور من الأنصار فحرقت وهدمت.
وسار إلى مكة فخافه أهلها فخرجوا هاربين. وسار إلى الطائف فلم يؤذ أهلها لشفاعة المغيرة بن شعبة ، ولكنه أرسل إلى تبالة ـ وهي قرية ـ بها يومئذ قوم من شيعة الإمام فأمر بقتلهم جميعاً.
ثمّ سار إلى نجران فقتل من كان من شيعة الإمام ، وسار إلى بلاد همدان وبها قوم من أرحب من شيعة الإمام فقتلهم عن آخرهم.
وسار إلى صنعاء وقد خرج منها عبيد الله بن العباس ـ وهو الوالي ـ هارباً واستخلف عمرو بن اراكه فقتله بسر صبرا وقتل كلّ من كان شيعة للإمام حتى لم يبق منهم أحداً ـ وفي الطبري : « ولقي بسر ثقل عبيد الله بن عباس وفيه ابنان له صغيران فذبحهما ، وقد قال بعض الناس انّه وجد ابني عبد الله بن عباس عند رجل من كنانة من أهل البادية ، فلمّا أراد قتلهما قال الكناني : علام تقتل هذين ولا ذنب لهما ، فإن كنت قاتلهما فاقتلني قال : افعل فبدأ بالكناني فقتله ثمّ قتلهما » (٢) ـ وفي قتلهما قالت أمهما أم حكيم بنت قارظ اشجى رثاء فقالت :
____________
(١) نفس المصدر ٤ / ٥٠.
(٢) الطبري ٥ / ١٤٠.