وروى أبو الفرج في مقاتل الطالبين : « قال أبو مخنف عن رجاله ، ثمّ قام ابن عباس بين يديه ، فدعا الناس إلى بيعته فاستجابوا له ... » (١).
وذكر الشيخ المفيد في الإرشاد فقال : « وروى أبو مخنف لوط بن يحيى ... خطب الحسن بن عليّ (عليهما السلام) في صبيحة الليلة الّتي قبض فيها أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) ... ثمّ جلس فقام عبد الله بن العباس (رحمه الله) بين يديه ... وأنفذ عبد الله بن العباس إلى البصرة » (٢).
وروى ابن أبي الحديد في شرحه خطبة الإمام الحسن (عليه السلام) نقلاً عن أبي الفرج ثمّ قال : « قال أبو الفرج : فلمّا انتهى إلى هذا الموضع من الخطبة قام عبيد الله بن العباس بين يديه فدعا الناس إلى بيعته فاستجابوا ... » (٣) هكذا في طبعة دار الكتب العربية بمصر (الاولى) ، ولكن في الطبعة الحديثة : « قام عبد الله بن عباس » (٤) بدل عبيد الله ، فدل ذلك على أنّ الخبر في جميع مصادره برواية أبي مخنف ورد فيه ذكر عبد الله بن العباس والّذي ورد فيه اسم عبيد الله إنّما هو من سهو النساخ كما مرّ عن كتاب ابن أبي الحديد.
ويؤكد ذلك ما رواه المدائني وعنه ابن أبي الحديد أيضاً فقد قال : « قال المدائني : ولمّا توفي عليّ (عليه السلام) خرج عبد الله بن العباس بن عبد المطلب إلى الناس فقال : ان أمير المؤمنين (عليه السلام) توفي وقد ترك خلفاً ... فبكى الناس وقالوا : بل يخرج إلينا ، فخرج الحسن (عليه السلام) فخطبهم ... فبايعه الناس » (٥).
____________
(١) مقاتل الطالبيين / ٣٣ ط الحيدرية و / ٥٢ ط مصر تح ـ السيّد أحمد صقر.
(٢) الإرشاد / ١٦٨ ط حجرية سنة ١٣٢٠ هـ ، و ١٩٢ط حجرية ثانية سنة ١٣٠٨ هـ ، و ١٨٨ط الحيدرية.
(٣) شرح النهج لابن أبي الحديد ٤ / ١١ ط مصر الأولى.
(٤) نفس المصدر ١٦ / ٣٠ تح محمّد أبو الفضل براهيم.
(٥) شرح النهج لابن أبي الحديد ١٦ / ٢٢ ط محققة.