الحصين بن أبي الحرّ ـ واسم أبي الحر مالك بن الخشخاش ـ العنبري ، وثات بن ذي الحرة الحميري ، وكان على مقدمته ، فلمّا وردوا سجستان قاتلهم حسكة فقتلوه ، وضبط ربعيّ البلاد فقال راجزهم :
نحن الّذين اقتحموا سجستان |
|
على ابن عتاب وجند الشيطان |
يقدمنا الماجد عبد الرحمن |
|
إنّا وجدنا في منير الفرقان |
أن لا نوالي شيعة ابن عفّان
وكان ثات يسمى عبد الرحمن ... اهـ » (١).
ولمّا وردت الأخبار مبشرة بقتل حسكة (الخارجي) وضبط ربعيّ بن كاس (القائد المظفر) للبلاد ، فمن الطبيعي أن يسرّ ابن عباس كثيراً لأنّه تمّ له بفضل اختياره للقائد ورجاله قمع أوّل خارجة على النظام في حكومة الإمام. كما أنّ من الطبيعي خفّف وغر الصدور بينه وبين بني تميم ، حين ولى ربعي بن كاس العنبري وهو من بني تميم.
ومن الطبيعي أيضاً إنّه كتب بخبر ذلك الفتح المبين وقطع دابر المفسدين إلى الإمام فسرّه بذلك ، ولا شك في انتشار الخبر في الكوفة ففتّ ذلك في عضد المتربصين.
وفي أعقاب هذا الحدث جرت مكاتبات بين الإمام وبين ابن عباس ، وذلك في غضون سبعة عشر شهراً الّتي أقامها الإمام في الكوفة قبل حرب صفين كاتب فيها معاوية وعمرو بن العاص ، كما في حديث الشعبي حيث قال : « إنّ عليّاً قدم
____________
(١) نفس المصدر / ٤٠٣.