ملجأ إِلاّ أنّه كان يدعي انقطاعه بين عبد الله بن شقيق وأبي ذر (١) ، فقال : ( في القلب من صحة مسند هذا الخبر شيء ) لم أَر أحداً من علماء الأثر نظر لعلّة في إِسناد ، قال : عبد الله بن شقيق راوي هذا الحديث كأنّه لم يكن يثبت أبا ذر ولا يعرفه بعينه واسمه ونسبه ، قال : لأنّ أبا موسى محمد ابن المثنى حدثنا : عن معاذ بن هشام ، عن أَبيه ، عن قتادة ، عن عبد الله بن شقيق. قال : أَتيت المدينة فإِذا رجل قائم على غرائر سود يقول : ألا ليبشر أصحاب الكنوز بكيّ في الحياة والممات ، فقالوا : ( هذا أبو ذر ). فكأنّه لا يثبته ولا يعلم أنه أبو ذر.
وقال بعض العلماء في هذا الحديث : قد أجمعنا على أَنّه ليس بنور ، وخطأنا المجوس في قولهم : هو نور ، والأنوار أجسام والباري سبحانه ليس بجسم ، والمراد بهذا الحديث أنّه حجابه النور ، وكذلك روي في حديث أَبي موسى ، فالمعنى : كيف أراه وحجابه النور؟ ومن أثبت رؤية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ربّه ، فإِنّما يثبت ليلة المعراج ، وأسلم أبو ذر بمكة فدعا (٢) قبل المعراج ، ثم رجع إِلى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر وأُحد والخندق ، ثم قدم المدينة بعد ذلك ، يحتمل أَنّه سأل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقت إِسلامه : ( هل رأيت
____________________
(١) هنا شطب المؤلف على ما يلي :
وأَنى له ذلك وأما ابن الجوزي فأوله على أن أبا ذر لعله سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الإِسراء فأجابه بما أجابه ، ولو سأله بعد الإِسراء لأجابه بالإِثبات. وهذا ضعيف فإِن عائشة أم المؤمنين قد سألت عن ذلك بعد الإِسراء ولم يثبت لها الرؤية.
(٢) كذا في الأصل.