أما والله ما نالا ولا نال واحد منهما شيئاً إلاّ وصاحبنا خير ممن نال ، وما أنكرنا تقدّم من تقّدم لعيب عبناه عليه ، ولو تقدم صاحبنا لكان أهلاً وفوق الأهل ، ولولا أنّك إنّما تذكر حظ غيرك وشرف أمريءٍ سواك لكلمتّك ، ولكن ما أنت وما لاحظّ لك فيه ، أقتصر على حظك ودع تيماً لتيم ، وعدياً لعدي ، وأمية لأمية. ولو كلمني تيمي أو عدوي أو أموي لكلّمته ، وأخبرته خبر حاضر عن حاضر لا خبر غائب عن غائب ، ولكن ما أنت وما ليس لك ، فإنّ يكن في أسد بن عبد العزّى شيء فهو لك.
أما والله لنحن أقرب بك عهداً ، وأبيضُ عندك يداً ، وأوفر عندك نعمة ممن أسميت ، تظن أنّك تصول به علينا ، وما أخلق ثوب صفية بعد. ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ )(١) (٢).
( تزوج عبد الله بن الزبير أم عمرو إبنة منظور بن أبان الفزارية. فلمّا دخل بها ، قال لها تلك الليلة : أتدرين مَن معك في حجلتك؟
قالت : نعم عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي.
قال : ليس غير هذا.
قالت : فما الذي تريد؟
____________________
(١) يوسف / ١١٨.
(٢) شرح النهج للمعتزلي ٤ / ٤٩٠ ، والدرجات الرفيعة / ١١٨.