وأمّا المحقق فلم يكن دونه في التفاني في حبّ السيدة أم المؤمنين.
ولمّا كان ابن عباس ممن جاء اسمه في قائمة الرجال الذين استدركت عليهم عائشة ، فلابد لي وأنا بعدُ في حلبتيهما الحوارية من عرض ما عند الزركشي ، لنزركش ما مرّ من المحاورات بما قاله الزركشي في ( ص ٩٥ ـ ١١١ ).
( الحديث الأوّل ) أخرج البخاري ومسلم كلاهما من طريق عمرة بنت عبد الرحمن : أنّ زياد بن أبي سفيان كتب إلي عائشة : ( إنّ عبد الله بن عباس قال : ( من أهدى هدياً حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر الهدي ). وقد بعثت بهديي فاكتبي لي بأمرك ).
قالت عمرة : قالت عائشة : ( ليس كما قال ابن عباس أنا فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيدي ، ثم قلّدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده ، ثم بعث بها مع أبي ، فلم يحرم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيء أحله الله له حتى نحر الهدي ). وترجم عليه البخاري باب من قلد القلائد بيده ) ولم يذكر فيه ( وقد بعثت بهديي فاكتبي إليّ بأمرك ).
قال الحافظ أبو الحجاج المياسي ومن خطه نقلت : ( هكذا وقع في كتاب مسلم ( أنّ ابن زياد ) ووقع في جميع الموطآت : ( أنّ زياد بن أبي سفيان ) كما وقع في البخاري ).
وأخرج البيهقي في سننه عن شعيب ، قال : قال الزهري : أوّل من كشف