يجتمعوا علينا ، فما حرموا منّا أعظم ممّا حرمنا منهم ، وكلّ أمر إذا حصل حصل حاصله ، ثبت حقه وزال باطله.
وأمّا إفتخارك بالملك الزائل ، الذي توصلت إليه بالمجال الباطل ، فقد ملك فرعون من قبلك.
وأمّا قولك إنّا زعمنا أنّ لنا ملكاً ومهدياً ، فالزعم في كتاب الله شك ، قال الله : ( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ )(١) ، فكلّ يشهد أنّ لنا ملكاً ، ولو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لبعث الله لأمره من يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، وما تملكون يوماً يا بني أمية إلاّ ملكنا يومين ، ولا شهراً إلاّ ملكنا شهرين ، ولا حولاً إلاّ ملكنا حولين.
وأمّا قولك أنّ المهدي عيسى بن مريم ، فإنّما ينزل عيسى على الدجال فإذا رآه ذاب كما تذوب الشحمة ، والإمام رجل منّا يصلي خلفه عيسى بن مريم لو شئت سميته.
وأمّا قولك : إنا لو ملكنا كان ملكنا أهلك للناس من ريح عاد وصاعقة ثمود فإنهما كانا عذاباً ، وملكنا والحمد لله رحمة ، فقول الله يكذبك في ذلك ، قال الله عزوجل : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )(٢).
وسيكون من بعدك تملّك ولدك وولد أبيك ، أهلك للخلق من الريح
____________________
(١) التغابن / ٧.
(٢) الانبياء / ١٠٧.