الجمعة ، واجتمع الناس عليه يسألونه عن الحلال والحرام والفقه والتفسير وأحوال الإسلام والجاهلية وهو يجيب ، وافتقد معاوية الناس فقيل : إنّهم مشغولون بابن عباس ، ولو شاء أن يضربوا معه بمائة ألف سيف قبل الليل لفعل.
فقال : نحن أظلم منه حبسناه عن أهله ، ومنعناه حاجته ، ونعينا إليه أحبّته ، انطلقوا فادعوه ، فأتاه الحاجب فدعاه.
فقال : إنّا بني عبد مناف إذا حضرت الصلاة لم نقم حتى نصلي ، أصلي إن شاء الله وآتيه. فرجع ، وصلّى العصر وأتاه.
فقال : ما حاجتك؟
فما سأله حاجة إلاّ قضاها.
وقال : أقسمت عليك لما دخلتَ بيت المال فأخذت حاجتك ـ وإنّما أراد أن يعرف أهل الشام ميل ابن عباس إلى الدنيا فعرف ما يريده ـ.
فقال : إنّ ذلك ليس لي ولا لك ، فإن أذنت أن أعطي كلّ ذي حقّ حقّه فعلت.
قال : أقسمت عليك إلاّ دخلت فأخذت حاجتك.
فدخل فأخذ برنس (١) خزّ أحمر يقال أنّه كان لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ثمّ خرج ، فقال : يا أمير المؤمنين بقيت لي حاجة؟
____________________
(١) البرنس ثوب يغطي الرأس والبدن كما هو لباس المغاربة في عصرنا.