أمريء حسود ، فإن كنت سابقاً فالى مَن سبقت؟ وإن كنت فاخراً فبمن فخرت؟
فإن كنت أدركت هذا الفخر بأسرتك دون أسرتنا ، فالفخر لك علينا ، وإن كنت إنّما أدركته بأسرتنا فالفخر لنا عليك ، والكثكث في فمك ويدك.
وأمّا ما ذكرت من الطليق ، فو الله لقد ابتلي فصبر ، وأنعم عليه فشكر ، وإن كان والله لوفياً كريماً ، غير ناقض بيعة بعد توكيدها ، ولا مسلم كتيبة بعد التآمر عليها.
فقال ابن الزبير : أتعيّر الزبير بالجبن ، والله إنّك لتعلم منه خلاف ذلك.
قال ابن عباس : والله إنّي لا أعلم إلا أنّه فرّ وماكرَّ ، وحارَبَ فما صبر ، وبايع فما تمم ، وقطع الرحم وأنكر الفضل ، ورام ما ليس له بأهل :
وأدرك منها بعض ما كان يرتجى |
|
وقصرّ عن جري الكرام وبلّدا |
وما كان إلا كالهجين أمامه |
|
عناق فجاراه العناق فأجهدا |
فقال عبد الله بن الحصين بن الحرث : ويلك يا ابن الزبير أقمناه عنك وتأبى إلاّ منازعته ، والله لو نازعته من ساعتك إلى إنقضاء عمرك ، ما كنت إلاّ كالسغب الظمآن ، يفتح فاه يستزيد من الريح فلا يشبع من سغب ، ولا يروي من عطش فقل : إن شئت أو فدع ، فأنصرف القوم.
قال ابن الزبير : والله يا بني هاشم ما بقي إلاّ المحاربة والمضاربة بالسيوف.