تقدم إليه به. ومنه قوله تعالى : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ ) [ ٣٦ / ٦٠ ] أي ألم أقدم ذلك إليكم. قوله : ( الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ ) [ ٢ / ٢٧ ] أي العهد المأخوذ بالعقل والحجة القائمة على عباده والمأخوذ بالرسل على الأمم بأنهم إذا بعث إليهم رسول مصدق بالمعجزات صدقوه واتبعوه. قوله : ( وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ ) [ ٧ / ١٠٢ ] أي من وفاء عهد. قوله : ( أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً ) [ ٢ / ٨٠ ] أي خبرا ووعدا بما تزعمون. قوله : ( الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ ) [ ٣ / ٧٧ ] أي بما عاهدوا عليه من الإيمان بالرسول والوفاء بالأمانات. قوله : ( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) [ ٢ / ١٢٤ ] قال الزمخشري : وقرئ « الظَّالِمُونَ » أي من كان ظالما من ذريتك لا يناله استخلافي وعهدي إليه بالإمامة ، وإنما ينال من كان عادلا بريئا من الظلم. وقالوا : في هذا دليل على أن الفاسق لا يصلح للإمامة ، وكيف يصلح لها من لا يجوز حكمه وشهادته ولا تجب طاعته ولا يقبل خبره ولا يقدم للصلاة.
وَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يُفْتِي سِرّاً بِوُجُوبِ نُصْرَةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَحَمْلِ الْمَالِ إِلَيْهِ وَالْخُرُوجِ مَعَهُ عَلَى اللِّصِّ الْمُتَغَلِّبِ الْمُتَسَمَّى بِالْإِمَامِ وَالْخَلِيفَةِ كَالدَّوَانِيقِيِّ وَأَشْبَاهِهِ ، [ وَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ : أَشَرْتَ عَلَى ابْنِي بِالْخُرُوجِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدٍ ابْنَيْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ حَتَّى قُتِلَ. فَقَالَ : لَيْتَنِي مَكَانَ ابْنِكِ ] وَكَانَ يَقُولُ فِي الْمَنْصُورِ وَأَشْيَاعِهِ لَوْ أَرَادُوا بِنَاءَ مَسْجِدٍ وَأَرَادُونِي عَلَى عَدِّ آجُرِّهِ لَمَا فَعَلْتُ.
وعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ لَا يَكُونُ الظَّالِمُ إِمَاماً قَطُّ (١).
قوله : ( إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ) [ ١٩ / ٨٧ ] اتخاذهم العَهْدَ : الاستظهار بالإيمان بوحدانية الله وتصديق أنبيائه وأوليائه. قوله : ( إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ ) [ ٣ / ١٨٣ ] الآية. قال الشيخ أبو علي : ( عَهِدَ إِلَيْنا ) أي في أمرنا في التوراة وأوصانا بأن لا نؤمن لرسول
__________________
(١) الكشاف ج ١ صلى الله عليه وآله ٢٣٦ والزيادة منه.