يقال فيما يشارك في الكيفية فقط ، والمساوي فيهما يشارك في الكمية فقط ، والمِثْلُ عام في الألفاظ كلها. و « نَدَّ البعيرُ » من باب ضرب نَدّاً ونِدَاداً بالكسر ونَدِيداً : نفر وذهب على وجهه شاردا ، والجمع نَوَادُّ ومنه قراءة بعضهم يَوْمَ التَّنادِّ بتشديد الدال ، أي الفرار. ومنه حَدِيثُ أَوْلِيَاءِ اللهِ « فَهُمْ بَيْنَ شَرِيدٍ نَادٍّ ».
أي مطرود ذاهب لوجهه ، إما لإنكاره المنكر أو لقلة صبره على مشاهدته.
وَفِي الْحَدِيثِ « إِنْ أَفْلَتَكَ شَيْءٌ مِنَ الصَّيْدِ أَوْ نَدَّ فَارْمِهِ بِسَهْمِكَ ».
ومِنْهُ « ذَهَبَتِ الشَّاةُ مُتَحَيِّرَةٌ نَادَّةٌ ».
أي نافرة شاردة على وجهها. ونَدَّ القوم من باب قتل : اجتمعوا ، ومنه النَّادِي ، وهو مجلس القوم ومتحدثهم. والنَّادُّ والنَّادِي : الداهية. ومنه الْحَدِيثُ « الْإِمَامُ مَفْزَعُ الْعِبَادِ فِي الدَّاهِيَةِ النَّادِّ ».
ونَدِيَ الشيءُ : إذا ابتل فهو نَدٍ ، مثل تعب. وأرض نَدِيَّة : فيها نداوة ورطوبة.
وَفِي حَدِيثِ جَرِيدَتَيِ الْمَيِّتِ « يُخَفَّفُ بِهِمَا عَنْهُ مَا كَانَ فِيهِمَا نَدَاوَةٌ ».
أي بلة ورطوبة.
( نرد )
فِي الْحَدِيثِ « لَا تُقْبَلُ شَهَادَةُ صَاحِبِ النَّرْدِ » (١).
النَّرْدُ هو النردشير الذي هو من موضوعات سابور بن أردشير بن بابك أردشير أول ملوك الساسانيه ، شبه رقعته بوجه الأرض والتقسيم الرباعي بالكعاب الأربعة ، والرقوم المجعولة ثلاثين بثلاثين يوما ، والسواد والبياض بالليل والنهار ، والبيوت الاثني عشرية بالشهور ، والكعاب بالأقضية السماوية للعب بها والكسب. و « نَرْدَشِيرُ » معرب وشِير معناه حلو. ومنه الْحَدِيثُ « مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرَ فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَدَمِهِ ».
أراد تصوير قبحه تنفرا عنه كتشبيه وجه المجدور بسلحة جامدة نقرتها الديكة وفِيهِ « النَّرْدُ أَشَدُّ مِنَ الشِّطْرَنْجِ » و « اللَّاعِبُ بِالنَّرْدِ ».
__________________
(١) الكافي ج ٧ صلى الله عليه وآله ٣٩٦.