الياء الزائدة ، يقال كانت اليَهُودُ تنسب إلى يَهُودَا بن يعقوب فسميت يَهُوداً. وأعربت بالدال هودا.
وَهُودُ النَّبِيُّ عليه السلام قِيلَ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحِ بْنِ خلُودِ بْنِ عَوْصِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ، قِيلَ عَاشَ ثَمَانَمِائَةٍ وَسَبْعاً. وَفِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ هُودُ بْنُ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخْشَدَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ـ انْتَهَى.
قيل ومعنى هُود أنه هدي إلى ما ضل عنه قومه وبعث ليهديهم من ضلالتهم ، قِيلَ وَهود [ نُوحٌ ] بَشَّرَ بِنُبُوَّةِ نوح [هُودٍ] عليه السلام وَهُوَ بَشَّرَ بِنُبُوَّةِ إِبْرَاهِيمَ ، فَلَمَّا انْتَهَتِ النُّبُوَّةُ إِلَى يُوسُفَ عليه السلام جُعِلَتْ فِي أَسْبَاطِ إِخْوَتِهِ حَتَّى انْتَهَتِ النُّبُوَّةُ إِلَى مُوسَى عليه السلام ، فَلَمَّا نَزَلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَى مُوسَى بَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله ، وَكَذَا عِيسَى عليه السلام بَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله.
قوله : ( أَخاهُمْ هُوداً ) [ ٧ / ٦٥ ] أي في النسب لا في الدين ، وإنما قال ( أَخاهُمْ ) لأنه أبلغ في الحجة عليهم. قوله : ( وَقالَتِ الْيَهُودُ ) [ ٢ / ١١٣ ] الآية اليَهُودُ قوم موسى ، وهو اسم لا ينصرف للعلمية والتأنيث ، لأنه يجري في كلامهم مجرى القبيلة. قال الزمخشري : والأصل في يَهُود ومجوس أن يستعملا بغير لام التعريف ، لأنهما علمان خاصان لقومين كقبيلتين ، وإنما جوزوا تعريفهما باللام لأنه أجري يَهُودِيّ ويَهُود مجرى شعيرة وشعير. قوله : ( إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ ) [ ٧ / ١٥٦ ] أي تبنا. و « الهَوْدُ » في العرف التوبة ، يقال هَادَ يَهُودُ هَوْداً : إذا تاب ورجع إلى الحق. ومنه قول بعضهم « يا صاحب الذنب هُدْ هُدْ واسجُدْ كأنك هُدْهُد ». وقيل ( « هُدْنا إِلَيْكَ » ) أي سكنا إلى أمرك.
وَعَنِ الصَّادِقِ عليه السلام سُمِّيَ قَوْمُ مُوسَى الْيَهُودَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ ).
وتَهَوَّدَ الرجلُ : صار يهوديا ».
وَفِي الْحَدِيثِ « فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ ».