قوله : ( « أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ » ) أي بقية من علم تؤثر عن الأولين أي تسند إليهم أو علم مَأْثُور. قوله : ( وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ ) [ ٣٦ / ١٢ ] السين فيها وفي نظائرها للتأكيد ، ( وَآثارَهُمْ ) أي ما قدموا من الأعمال وما سنوه بعدهم حسنة كانت أو قبيحة ، ومثله ( عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ) وقيل آثارَهُمْ أي أقدامهم في الأرض ، أراد مشيهم إلى العبادة. وآثَارُ الأعمال : ما بقي منها. ومنه قوله تعالى : ( فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ ) [ ٣٠ / ٥٠ ] أي ما بقي منها. قوله : ( وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ ) [ ٤٣ / ٢٣ ] أي على سنتهم في الدين. قوله : ( هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي ) [ ٢٠ / ٨٤ ] هو من قولهم « خرجت في أَثَرِهِ » بفتحتين ، وفي إِثْرِهِ بكسر الهمزة فالسكون أي تبعته عن قريب. قوله : ( إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ) [ ٧٤ / ٢٤ ] أي ما تقوله سحر يؤثر وينقل عن أهل بابل. قوله : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ ) [ ٥٩ / ٩ ] أي يقدمون على أنفسهم ، من قولهم « آثره على نفسه » قدمه وفضله. قوله : ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا ) [ ٨٧ / ١٦ ] أي تقدمونها وتفضلونها على الآخرة. قال الشيخ أبو علي قرأ أبو عمر وغيره بالياء التحتانية والباقون بالتاء على الخطاب. وقال في قوله : ( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ) [ ١٠٠ / ٤ ] بتشديد الثاء وهو من التأثير فالهمزة فاء الفعل ، فَأَثَرْنَ بالتخفيف من الإثارة. والنَّقْعُ : الغبار.
وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَهُوَ الْمَأْثُورُ ».
أي المقدم المفضل على غيره من الشهور. والأُثْرُ بالضم : أثر الجراح يبقى بعد البرء. وسنن النبي صلى الله عليه وآله آثَارُهُ. وأَثَرْتُ الحديثَ أَثْراً من باب قتل : نقلته. و « الأَثَرُ » بفتحتين الاسم منه.