يدل على الوقت ، وهو البكرة كما قال تعالى : ( بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ ) جعل الغدو وهو مصدر يدل على الغداة. قوله : ( فَجَعَلْناهُنَ أَبْكاراً ) [ ٥٦ / ٣٦ ] هي بفتح الهمزة جمع بِكْر ، وهي العذراء من النساء التي لم تمس ، مثل حمل وأحمال ، وسميت البِكْرُ بِكْراً اعتبارا بالثيب لتقدمها عليها فيما يزاوله النساء. والبَكَارَة أيضا : عذرة المرأة. وضربةٌ بِكْرٌ : أي قاطعة لا تثنى ومنه الْخَبَرُ « كَانَتْ ضَرَبَاتُ عَلِيٍ أَبْكَاراً إِذَا اعْتَلَى قَدَّ وَإِذَا اعْتَرَضَ قَطَّ ».
والبَكْرُ بالفتح : الفتى من الإبل ، والأنثى بَكْرَةٌ ، والجمع بِكَارٌ مثل فرخ وفراخ ، وقد يجمع في القلة على أَبْكُر.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي أَصْحَابِهِ « كَمْ أُدَارِيكُمْ كَمَا تُدَارَى البِكَارُ الْعَمِدَةُ وَالثِّيَابُ الْمُتَدَاعِيَةُ » (١).
قال الفاضل ميثم والبِكَارُ العَمِدَةُ : التي انشدخ باطن أسنمتها لثقل الحمل ، وتسمى العمدة لذلك ، ووجه شبه مداراتهم بمداراتها قوة المداراة وكثرتها ، وخص البِكَار جمع بَكْرَة لأنها أشد تضجرا بالحمل عند ذلك الداء ، وأشار إلى وجه شبهها بمداراة الثياب المتتابعة في التمزق بقوله « كلما حيصت من جانب تهتكت من آخر ». وحِيصَتْ : خِيطَتْ وجمعت ، أي كلما أصلح حال بعضهم وجمعهم للحرب فسد بعض آخر عليه وتفرق عنه.
وَفِي الْحَدِيثِ « عَلَيْهِ بَكَارَةٌ ».
بالفتح وهي الناقة إذا ولدت. وبَكْرَةُ البئر : الخشبة التي يستقى عليها. قال الأصمعي : إن كانت البَكْرَةُ على ركية مَتُوحٍ فهي بَكْرَةٌ ، وإن كانت على ركية جرور فهي مَحَالَةٌ. وبَكَّرَ بالصلاة : صلاها لأول وقتها. ومِنْهُ « لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا بَكَّرُوا بِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ ».
وبَكَرَ إلى الشيء بُكُوراً من باب قعد : أسرع أي وقت كان. وبَكَّرَ بالتشديد مثله
__________________
(١) نهج البلاغة ج ١ صلى الله عليه وآله ١١٢.