« جَلَاهُ عَنْ جَدِيدِ الْأَرْضِ » أي نفاه عنها. والجَدِيدُ : نقيض البالي. وجَدَّ الشيءُ يَجِدُّ بالكسر فهو جَدِيدٌ ، وهو خلاف القديم. وجَدَّدَ فلان الأمر واسْتَجَدَّهُ : إذا أحدثه ، فهو جَدِيدٌ وهو خلاف القديم. والجَدِيدَانِ : الليل والنهار. ومنه قول ابن دريد :
إن الجَدِيدَيْنِ إذا ما استوليا |
|
على جَدِيدٍ أسلماه للبلى |
( جرد )
قوله تعالى : ( يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ ) [ ٥٤ / ٧ ] الجراد بالفتح مشهور ، الواحدة جَرَادَةٌ بالفتح أيضا ، تقع على الذكر والأنثى كالجماعة ، سمي بذلك لأنه يجرد الأرض ، أي يأكل ما عليها ، يقال إنه يتولد من الحيتان كالديدان فيرميه البحر إلى الساحل ، يشهد له
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ « الْجَرَادُ نَثْرَةُ حُوتٍ ».
أي عطسته. قيل وجه التشبيه في الآية أنهم يخرجون حَيَارَى فَزِعِين لا يهتدون ولا جهة لأحد منهم يقصدونها ، كالجراد لا جهة له ، فيكون أبدا بعضه على بعض. قوله : ( فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ ) [ ٧ / ١٣٣ ] فأكل عامة زروعهم وثمارهم وأوراق الشجر حتى أكل الأبواب وسقوف البيوت والخشب والثياب والأمتعة ومسامير الأبواب من الحديد حتى وقعت دورهم وابتلوا بالجوع ، فكانوا لا يشبعون ولم يصب بني إسرائيل شيء من ذلك. وجَرَدْتُ الشيءَ جَرْداً من باب قتل : أزلت ما عليه. وجَرَّدْتُهُ من ثيابه بالتثقيل : نزعتها عنه ، وتَجَرَّدَ هو منها.
وَفِي حَدِيثِ حَمْزَةَ عَمِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله « وَقَدْ كُفِّنَ بَعْدَ قَتْلِهِ لِأَنَّهُ جُرِّدَ مِنْ ثِيَابِهِ ».
أي سُلِبَهَا. والمُجَرَّدُ : المسلوب الثياب.
وَفِي وَصْفِهِ عليه السلام « أَنَّهُ أَجْرَدُ ذُو مَسْرُبَةٍ ».
الأَجْرَدُ الذي لا شعر له على بدنه ولم يكن كذلك ، وإنما أراد به أن الشعر كان في أماكن من جسده كالمسربة والساعدين والساقين ، والأشعر ضد