لأنه كان قبل تجديد البيت هو الباب ، سمي بذلك لأنه يستجار عنده بالله من النار. و « نهر جُوَيْر » أحد رساتيق المدائن (١). وجُوَيْرِيَة من الرجال مصغر جَارِيَة بالجيم. ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام عِنْدَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ « أَشَكَكْتَ يَا جُوَيْرِيَةُ ».
وجُوَيْرِيَة كانت امرأة جميلة.
قَالَتْ عَائِشَةُ : كَانَتْ جُوَيْرِيَةَ عَلَيْهَا حَلَاوَةٌ وَمَلَاحَةٌ لَا يَكَادُ يَرَاهَا أَحَدٌ إِلَّا وَقَعَتْ بِنَفْسِهِ قَالَتْ : وَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله تَسْتَعِينُهُ فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا عَلَى بَابِ الْحُجْرَةِ وَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَرَى مِنْهَا مَا رَأَيْتُ ، فَقَالَتْ لَهُ : جِئْتُكَ أَسْتَعِينُكَ. فَقَالَ لَهَا : هَلْ لَكِ فِي خَيْرٍ مِنْ ذَلِكِ؟ قَالَتْ : وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ : أَتَزَوَّجُكِ. قَالَتْ : نَعَمْ. قَالَ صلى الله عليه وآله قَدْ فَعَلْتُ ، فَكَانَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ (٢).
( جهر )
قوله تعالى : ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) [ ١٧ / ١١٠ ] أي لا تَجْهَرْ بقراءة صلاتك أي لا ترفع بها صوتك ، أخذا من قولهم جَهَرَ بالقول : إذا رفع به صوته ، فهو جَهِيرٌ. ( وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ ) بين الجهر والمخافة ( سَبِيلاً ) وسطا. وقيل لا تَجْهَرْ بصلاة النهار ولا تخافت بصلاة الليل ، وقيل معناه ولا تَجْهَرْ بكل صلاتك ولا تخافت بكلها بل اجْهَرْ بصلاة الليل والفجر وخافت بالظهرين. وفسر الجَهْرُ بسماع الصحيح القريب إذا استمع والإخفات بسماع النفس. قيل : ويحتمل أنها منسوخة بقوله ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ) بناء على أن المراد بالصلاة هنا الدعاء. قوله : ( لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ) [ ٤ / ١٤٨ ] أي إلَّا جَهْرَ من ظلم ، فاستثنى من الجهر الذي لا يحب الله تعالى جَهْرَ المظلوم ،
__________________
(١) انظر هذا الخبر في الاستيعاب ج ٤ صلى الله عليه وآله ١٨٠٤. انظر « جوز ».
(٢) انظر هذا الخبر في الاستعياب ج ٤ صلى الله عليه وآله ١٨٠٤.