[ ٣ / ٣٩ ] الحَصُورُ قيل هو الذي لا يأتي النساء أي لا يشتهين ، ومنه حَدِيثُ الْقِبْطِيِ الَّذِي أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله عَلِيّاً بِقَتْلِهِ فَإِذَا هُوَ حَصُورٌ.
وقيل هو المبالغ في حصر النفس عن الشهوات والملاهي. والحَصْرُ : الضيق والانقباض ، قال الله تعالى : ( أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ) [ ٤ / ٩٠ ] أي ضاقت وانقبضت. قال الجوهري الكوفيون والأخفش أجازوا في الفعل الماضي أن يكون حالا ولم يجوزه سيبويه إلا مع قد ، وجعل ( حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ) على جهة الدعاء عليهم. قوله : ( فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) [ ٢ / ١٩٦ ] أي إن منعتم من السير ، من أَحْصَرَهُ المرض : منعه من السفر أو من حاجة يريدها. ومِنْهُ « رَجُلٌ أُحْصِرَ مِنَ الْحَجِّ » (١).
أي منع بمرض ونحوه. والإِحْصَارُ عند الإمامية : يختص بالمرض والصَّدُّ بالعدو وما ماثله ، وإن اشترك الجميع بالمنع من بلوغ المراد. قوله : احْصُرُوهُمْ [ ٩ / ٥ ] أي امنعوهم من التصرف واحبسوهم ، من الحَصْرِ : الحبس والمنع. والحَصِيرُ : السجن والمحبس ، قال تعالى : ( وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً ) [ ١٧ / ٨ ].
وَفِي الْحَدِيثِ « هَلَكَ المحاصير [الْمَحَاضِيرُ] وَنَجَا الْمُقَرَّبُونَ. قُلْتُ : وَمَا المحاصير [المَحَاضِيرُ]؟ قَالَ : الْمُسْتَعْجِلُونَ ».
والحَصِيرُ : ما اتخذ من سعف النخل قدر طول الرجل وأكثر منه ، والجمع حُصُر وتضم الصاد وتسكن تخفيفا. والحَصْرُ : العي ، يقال حَصِرَ الرجل يَحْصَرُ حَصْراً من باب تعب : عيي. والحَصْرُ : العَدُّ والحفظ ، يقال حَصَرْتُ كلامك أي حفظته. ومنه قوله « إن كان الوقت مَحْصُوراً فكذا » أي محفوظا من زيادة ونقصان. والإحصار [ الإِحْضَارُ ] : العدو ومنه حصر [ حَضْرُ ] الجواد.
__________________
(١) الكافي ج ٤ صلى الله عليه وآله ٣٦٩.