صار اسما لهذه البقول.
وَفِي حَدِيثِ الْمَيِّتِ « خَضِّرُوا صَاحِبَكُمْ فَمَا أَقَلَ الْمُخَضَّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » (١).
أراد بِالتَّخْضِيرِ جريدة خضراء توضع للميت من أصل اليدين إلى أصل الترقوة (٢)وفِيهِ « فَإِنَّهَا تُخَفِّفُ عَنْهُ عَذَابَ الْقَبْرِ مَا دَامَتَا خَضْرَاوَيْنِ » (٣).
وفِيهِ « الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ».
بفتح المعجمة الأولى وكسر الثانية البقلة الخضراء أو ضرب من الكلاء ، والمعنى أنها غضة ناعمة نضرة.
وَفِي حَدِيثِ وَفَاةِ فَاطِمَةَ عليه السلام « فَمَا أَقْبَحَ الْخَضْرَاءَ وَالْغَبْرَاءَ يَا رَسُولَ اللهِ ».
ومثله « مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ » (٤).
والمراد بِالْخَضْرَاءِ السماء لأنها تعطي الخضرة ، وبِالْغَبْرَاءِ الأرض لأنها تعطي الغبرة في لونها. وفي الحديث ذكر الخضرِ عليه السلام صاحب موسى عليه السلام هو بفتح الخاء وكسرها وسكون الضاد وبفتحها وكسر الضاد ، نقل أنه ابن ماعيد بن عيص بن إسحاق ، وفي بعض الشروح أن اسمه إلياس بن ملكان بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام ، وقيل اسمه إيليا بن عاميل بن شمالخين بن أريا بن علقما بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام ، وقيل اسمه أرميا بن حلشا من سبط هارون ، قيل والأصح ما نقله أهل السير وثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله مِنْ أَنَّ اسْمَهُ يَلْيَا.
بياء مفتوحة ولام ساكنة وياء مثناة من تحت وفي الآخر ألف ابن مَلْكَان بفتح الميم وإسكان اللام وبالنون بعد الألف.
وَمِنْ قِصَّتِهِ ـ عَلَى مَا نَقَلَهُ السُّهَيْلِيُ ـ كَانَ أَبُوهُ مِلْكَانَ وَأُمُّهُ اسْمُهَا ألهَا وَأَنَّهَا وَلَدَتْهُ فِي مَغَارَةٍ ، وَأَنَّهُ وُجِدَ هُنَاكَ وَشَاةٌ تُرْضِعُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ غَنَمِ رَجُلٍ مِنَ
__________________
(١) الكافي ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٥٢.
(٢) هذا المعنى موجود في نفس الحديث المذكور.
(٣) من لا يحضر ج ١ صلى الله عليه وآله ٨٨.
(٤) معاني الأخبار صلى الله عليه وآله ١٧٨.