تخفيفا ، اسم للجبل الذي وضعت عليه سفينة نوح ، قيل هو بناحية الشام أو آمد ، وقيل بالموصل ، وقيل بالجزيرة ما بين الدجلة والفرات.
وَفِي الْحَدِيثِ « هُوَ فُرَاتُ الْكُوفَةِ » (١).
وهو الأصح. قوله و: ( الصَّافِناتُ الْجِيادُ ) [ ٣٨ / ٣١ ] كأنها جمع جَيِّد على فيعل ، وهو خلاف الرديء ، وسيأتي معنى الصافنات.
وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حِينَ حَفَرَ زَمْزَمَ « فَرَأَى رَجُلاً يَقُولُ احْفِرْ تَغْنَمْ وَجِدَّ تَسْلَمْ وَلَا تَدَّخِرْهَا لِلْمَقْسَمِ ».
يعني الميراث ، كان المعنى جِدَّ في حفر البئر تسلم من الآفات ولا يصيبك في حفرها ضرر. والجَوَادُ : الجيد للعدو ، يقال جَادَ الفرس جُودَةً ـ بالضم والفتح ـ فهو جَوَادٌ ، والجمع جِيَادٌ ، وسمي بذلك لأنه يجود بجريه ، والأنثى جَوَادٌ أيضا. و « الجَوَادُ » من أسمائه تعالى
وَفِي الْحَدِيثِ سَأَلَ رَجُلٌ [ أَبَا ] الْحَسَنِ عليه السلام وَهُوَ فِي الطَّوَافِ فَقَالَ لَهُ : أَخْبِرْنِي عَنِ الْجَوَادِ؟ فَقَالَ عليه السلام : إِنَّ لِكَلَامِكَ وَجْهَيْنِ ، فَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْمَخْلُوقِ فَإِنَ الْجَوَادَ الَّذِي يُؤَدِّي مَا افْتُرِضَ عَلَيْهِ ، وَالْبَخِيلُ الَّذِي يَبْخَلُ بِمَا افْتُرِضَ عَلَيْهِ ، وَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْخَالِقِ فَهُوَ الْجَوَادُ إِنْ أَعْطَى وَهُوَ الْجَوَادُ إِنْ مَنَعَ ، لِأَنَّهُ إِنْ أَعْطَى أَعْطَى عَبْداً أَعْطَاهُ مَا لَيْسَ لَهُ ، وَإِنْ مَنَعَ مَنَعَ مَا لَيْسَ لَهُ.
والجَوَادُ : الذي لا يبخل بعطائه ، ومنه الدُّعَاءُ « أَنْتَ الْجَوَادُ الَّذِي لَا يَبْخَلُ ».
وَ « الْجَوَادُ » مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام أَحَدُ الْأَئِمَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرَ ، وُلِدَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ ، وَقُبِضَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَشَهْرَيْنِ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً وَدُفِنَ عِنْدَ جَدِّهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه السلام ، وَمِنْ خَوَاصِّهِ عليه السلام أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنَ الشِّيعَةِ فَسَأَلُوهُ عَنْ ثَلَاثِينَ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ عَنْهَا وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ ، عَاشَ بَعْدَ أَبِيهِ تِسْعَةَ عَشَرَ سَنَةً إِلَّا خَمْسَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً.
وجَادَ الرجلُ يَجُودُ جُوداً بالضم من باب قال : تَكَرَّمَ ، فهو جَوَادٌ ، والجمع
__________________
(١) البرهان ج ٢ صلى الله عليه وآله ٢١٨.