موسى عليه السلام إلى الشام وأخبار المن والسلوى والغمام ، السِّفْرُ الخامس يذكر فيه بعض الأحكام ووفاة هارون وخلافة يوشع عليه السلام.
( سقر )
قوله تعالى : ( ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ) [ ٧٤ / ٣٢ ] سَقَرُ ، بالتحريك :
وَادٍ فِي جَهَنَّمَ شَدِيدُ الْحَرِّ ، سَأَلَ اللهَ أَنْ يَتَنَفَّسَ فَتَنَفَّسَ فَأَحْرَقَ جَهَنَّمَ.
فهو من أسماء النار.
( سنقر )
« السَّقَنْقُورُ » نوعان هندي ومصري ومنه ما يتولد في بحر القلزم وهو البحر الذي غرق فيه فرعون. ويتولد أيضا ببلاد الحبشة ، وهو يغتذي بالسمك في الماء وفي البر بالقطا يسترطه كالحيات ، أنثاه تبيض عشرين بيضة تدفنها بالرمل ، فيكون ذلك حضانها ، وللأنثى فرجان وللذكر ذكران ـ كذا في حياة الحيوان (١).
( سكر )
قوله تعالى : ( وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ ) [ ٥٠ / ١٩ ] أي شدته التي تغلبه وتغير فهمه وعقله كالسكر من الشراب. قوله : ( لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ) [ ٤ / ٤٣ ] اختلف المفسرون في معنى السُّكْر في الآية ، فقال بعض المراد سُكْرُ النعاس فإن الناعس لا يعلم ما يقول ، وقيل سمع من العرب سُكْر السِّنَةِ أيضا. قال بعض المفسرين : والظاهر أنه مجاز علاقته التشبيه ، وقال الأكثرون إنه سُكْر الخمر ، وفي بعض ما قرئ وَأَنْتُمْ سَكْرَى جمعا كهلكى ، وقيل النهي متوجه إلى الثمل الذي لم يزل عقله ، وقيل معناه لا تقربوا مواضع الصلاة وهي المساجد ، ويؤيده الحديث المروي عن الصادق عليه السلام ، وقوله ( وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ ) إذ العبور حقيقة في الجواز المكاني ومن هنا قال أهل البديع : إن الله سبحانه استخدم في هذه الآية لفظ الصلاة في معناها الحقيقي وفي موضع الصلاة لأن قرينة ( حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ ) دلت على الصلاة ، وقرينة ( إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ ) دلت على المسجد ، كقول البحتري :
__________________
(١) حياة الحيوان ج ٢ صلى الله عليه وآله ٢٣.