اسم رجل. والأَشْتَرَانِ مالك وابنه ، رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ هَلَاكُ مَالِكٍ الْأَشْتَرِ إِلَى عَلِيٍّ عليه السلام صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَ النَّاسَ ثُمَّ قَالَ « أَلَا إِنَّ مَالِكَ بْنَ الْحَرْثِ قَدْ ( قَضى نَحْبَهُ ) وَأَوْفَى بِعَهْدِهِ وَلَقِيَ رَبَّهُ ، فَرَحِمَ اللهُ مَالِكاً لَوْ كَانَ جَبَلاً لَكَانَ فِنْداً وَلَوْ كَانَ حَجَراً لَكَانَ صَلْداً ، لِلَّهِ مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ وَهَلْ قَامَتِ النِّسَاءُ عَنْ مِثْلِ مَالِكٍ وَهَلْ مَوْجُودٌ كَمَالِكٍ ». قَالَ : فَلَمَّا نَزَلَ وَدَخَلَ الْقَصْرَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ قَالُوا : لَشَدَّ مَا جَزِعْتَ عَلَيْهِ وَقَدْ هَلَكَ. قَالَ : أَمَا وَاللهِ هَلَاكُهُ قَدْ أَعَزَّ أَهْلَ الْمَغْرِبِ وَأَذَلَّ أَهْلَ الْمَشْرِقِ. قَالَ : وَبَكَى عَلَيْهِ أَيَّاماً وَحَزِنَ عَلَيْهِ حُزْناً شَدِيداً وَقَالَ : لَا أَرَى مِثْلَهُ بَعْدَهُ أَبَداً (١). وَكَانَ سَبَبَ هَلَاكِهِ أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ إِلَى عَلِيٍّ عليه السلام مُصَابُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَقَدْ قَتَلَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ خَدِيجٍ السَّكُونِيُّ بِمِصْرَ جَزِعَ عَلَيْهِ جَزَعاً شَدِيداً ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى الْأَشْتَرِ وَوَجَّهَهُ إِلَى مِصْرَ فَصَحِبَهُ نَافِعٌ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي الطَّرِيقِ فَدَسَّ لَهُ السَّمَّ بِعَسَلٍ وَقَتَلَهُ ، وَحِينَ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ خَبَرُهُ قَامَ خَطِيباً فِي النَّاسِ فَقَالَ : إِنَّ عَلِيّاً كَانَتْ لَهُ يَمِينَانِ قُطِعَتْ إِحْدَاهُمَا بِصِفِّينَ ـ يَعْنِي عَمَّاراً ـ وَالْأُخْرَى الْيَوْمَ ، ثُمَّ حَكَى لَهُمْ قِصَّةَ قَتْلِهِ. وشَنْتَرَ ثوبَه : مَزَّقَه.
( شجر )
قوله تعالى ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) [ ١٧ / ٦٠ ] هم بنو أمية ( وَنُخَوِّفُهُمْ ) بمخاوف الدنيا والآخرة ( فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً ).
وَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام لِعُمَرَ : أَلَا أُخْبِرُكَ يَا أَبَا حَفْصٍ مَا نَزَلَ فِي بَنِي أُمَيَّةَ قَوْلُهُ : ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) فَقَالَ عُمَرُ : كَذَبْتَ يَا عَلِيُّ بَنُو أُمَيَّةَ خَيْرٌ مِنْكَ وَأَوْصَلُ لِلرَّحِمِ (٢).
قوله تعالى : ( وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ )
قِيلَ : هِيَ الْحِنْطَةُ. وَقِيلَ الْكَافُورُ ، وَقِيلَ التِّينُ وَالْعِنَبُ.
__________________
(١) سفينة البحار ج ١ صلى الله عليه وآله ٦٨٧ في أحاديث مختلفة.
(٢) البرهان ج ٢ صلى الله عليه وآله ٤٥٢.