معروف في طريق مكة ، قيل إنه والبيداء وضجنان وذات الصلاصل مواضع خسف وأنها من المواضع المغضوب عليها. والشُّقْرَةُ : لون الأشقر ، وهي في الإنسان حمرة تعلو بياضا ، وفي الخيل حمرة صافية يحمر معها العرف والذنب ، وفرس أَشْقَر : الذي فيه شقرة ، والفرق بينه وبين الكميت قد تقدم. وشَقِرَ شَقَراً من باب تعب فهو أَشْقَرُ. و « شُقْرَانُ » كعثمان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله ، واسمه صالح وشهد بدرا وهو مملوك ثم أعتق ، وفي الظن أنه مات في خلافة عثمان. و « شَقِرَةُ » قبيلة من بني ضبة ، والنسبة إليهم شَقَرِيٌ بفتح القاف. و « الأَشَاقِر » حي من اليمن ـ قاله الجوهري.
( شكر )
قوله تعالى : ( إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً ) [ ١٧ / ٣ ] الشَّكُورُ بفتح الشين : المتوفر على أداء الشكر الباذل وسعه فيه قد شغل فيه قلبه ولسانه وجوارحه اعتقادا واعترافا وكدحا.
وَعَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام وَالصَّادِقِ عليه السلام أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَصْبَحَ وَأَمْسَى يَقُولُ « اللهُمَّ مَا أَصْبَحَ وَأَمْسَى بِي مِنْ نِعْمَةٍ مِنْ دِينٍ أَوْ دُنْيَا فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ بِهَا عَلَيَّ حَتَّى تَرْضَى وَبَعْدَ الرِّضَا » كَانَ يَقُولُهَا إِذَا أَصْبَحَ ثَلَاثاً وَإِذَا أَمْسَى ثَلَاثاً ، فَهَذَا شُكْرُهُ (١).
قوله : ( ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ) [ ٤ / ١٤٧ ] قال المفسر : فإن قلت لما تقدم الشُّكْر على الإيمان؟ قلت : لأن العاقل ينظر إلى ما عليه من النعمة العظيمة في خلقه وتعريضه للمنافع فيشكر شكرا مبهما ، فإذا انتهى بالنظر إلى معرفة المنعم آمن به ثم شكر شكرا مفصلا. فكان الشكر متقدما على الإيمان وكأنه أصل التكليف ومداره. قوله : ( لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً ) [ ٧٦ / ٩ ] هو بالضم يحتمل أن يكون مصدرا مثل قعد قعودا ، ويحتمل
__________________
(١) البرهان ج ٢ صلى الله عليه وآله ٤٠٥.