بمعنى خص به ، وذلك أن الناس خلقوا على أطوار سبعة نطفة ثم علقة إلى تمام ما فصل في الكتاب ، ثم إنهم كانوا يتدرجون من صغر إلى كبر سوى آدم فإنه خلق أولا على ما كان عليه آخرا ، قالوا وهذا هو الصحيح.
وَفِي عُيُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا عليه السلام وَقَدْ سُئِلَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله إِنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ؟ فَقَالَ : وَاللهِ لَقَدْ حَذَفُوا أَوَّلَ الْحَدِيثِ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله مَرَّ بِرَجُلَيْنِ يَتَسَابَّانِ فَسَمِعَ أَحَدَهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ قَبَّحَ اللهُ وَجْهَكَ وَوَجْهَ مَنْ يُشْبِهُكَ ، فَقَالَ يَا عَبْدَ اللهِ لَا تَقُلْ هَذَا لِأَخِيكَ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ».
وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ قَوْماً مِنَ الْعِرَاقِ يَصِفُونَ اللهَ بِالصُّورَةِ وَالتَّخْطِيطِ ـ يَعْنِي الْجِسْمَ ـ وَهَؤُلَاءِ الْمُجَسِّمَةُ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ ».
وصَوَّرَهُ اللهُ صُورَةً حَسَنَةً فَتَصَوَّرَ ، وتَصَوَّرْتُ الشيءَ توهمت صورته فَتَصَوَّرَ لي. والتَّصَاوِيرُ : التماثيل. ومن أسمائه تعالى « وهو الذي صَوَّرَ جميع الموجودات ورتبها فأعطى كل شيء منها صورة خاصة وهيئة مفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها.
وَفِي حَدِيثِ الْمَدِينَةِ « مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا مَا بَيْنَ الصَّوْرَيْنِ إِلَى الثَّنِيَّةِ » (١).
يريد جبلي المدينة أعني عائرا ووعيرا. والصَّوْرُ : الجماعة من النخل ، ولا واحد له من لفظه ، ويجمع على صِيرَان ، ومنه « خَرَجَ إِلَى صَوْرٍ بِالْمَدِينَةِ ».
وَحَدِيثُ بَدْرٍ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بَعَثَ إِلَى رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَحْرَقَا صَوْراً مِنْ صِيرَانِ الْعُرَيْضِ.
( صهر )
قوله تعالى : ( يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ ) [ ٢٢ / ٢٠ ] أي يذاب وينضج بالحميم حتى يذيب أمعاءهم كما يذيب جلودهم ويخرج من أدبارهم ، من قولهم « صَهَرْتُ الشيءَ فَانْصَهَرَ » أي أذبته فذاب.
__________________
(١) الكافي ج ٤ صلى الله عليه وآله ٥٦٤.