بالتشديد هو المُظْهِرُ للعذر اعتلالا من غير حقيقة له في العذر ، وهذا لا عذر له والمُعْذِرُ الذي له عذر ، وقد بينا الوجه الثاني في المشدد.
وَفِي الْحَدِيثِ « تَجُوزُ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ فِي الْعُذْرَةِ ».
عُذْرَةُ الجارية بكارتها ، والجمع عُذَر كغرفة وغرف. وامرأة عَذْرَاءُ مثل حمراء : البكر ، لأن عذُرْتَهَا ـ وهي جلدة البكارة ـ باقية. ودم العُذْرَةِ : دم البكارة ، وجمعها عَذَارَى بفتح الراء وكسرها والعَذْرَاوَات كما في الصحارى. ومنه الْحَدِيثُ « دُفِنَ فِي الْحِجْرِ مِمَّا يَلِي الرُّكْنَ الثَّالِثَ عَذَارَى بَنَاتِ إِسْمَاعِيلَ عليه السلام ».
ومنه حَدِيثُ بِنْتِ يَزْدَجِرْدَ حِينَ دَخَلَتِ الْمَدِينَةَ « فَأَشْرَفَ لَهَا عَذَارَى الْمَدِينَةِ وَأَشْرَقَ الْمَسْجِدُ بِضَوْئِهَا ».
و « العَذِرَةُ » وزان كلمة الخرء ولم يسمع التخفيف ، وقد تكرر ذكرها في الحديث. وسمي فناء الدار « عَذِرَة » لمكان إلقاء العذرة هناك.
وَفِي حَدِيثِ تَكْفِينِ الْمَيِّتِ « تُشَدُّ الْخِرْقَةُ عَلَى الْقَمِيصِ بِحِيَالِ الْعَذِرَةِ وَالْفَرْجِ حَتَّى لَا يَظْهَرَ مِنْهُ شَيْءٌ ».
وعِذَارَا اللِّحْيَةِ : جانباها يتصل أعلاها بالصدغ وأسفلها بالعارض ، أستعير من عِذَارِ الدابة ، وهو ما على خديه من اللجام والجمع عُذُر ككتاب وكتب. ومِنْهُ « الْفَقْرُ لِلْمُؤْمِنِ أَزْيَنُ مِنْ عِذَارَيِ الْفَرَسِ ».
أي يمسكه عن الفساد كما يمسك اللجام الفرس عن العثار. ومِنْهُ « مَنْ سَيَّبَ عِذَارَهُ قَادَهُ إِلَى كُلِّ كَرِيهَةٍ ».
ويقال للرجل إذا عظم على الأمر « هو شديد العِذَارِ » كما يقال للمنهمك في الغي « هو خَلِيعُ العِذَارِ » كالفرس الذي لا لجام عليها.
وَفِي وَصْفِ الشَّيْطَانِ « قَبَّحَهُ اللهُ تَعَالَى فَتَلَ عَنِّي عِذَارَ عُذْرِهِ ».
والكلام استعارة ، والمراد أن الشيطان بعد حصول مراده من إلقائه لي في المعصية بالحيلة والغدر صرف عني عنان عذره حيث حصل مراده