الماء فتلقيه الريح إلى الساحل. قال : وهو يقوي القلب نافع من الفالج واللقوة والبلغم الغليظ.
( عور )
قوله تعالى : ( ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ ) [ ٢٤ / ٥٨ ] أي ثلاث أوقات لكم من أوقات العَوْرَة ، قرئ ثَلَاثَ عَوْرَاتٍ بالنصب على البدل وبالرفع على معنى هذه ثلاث عَوْرَاتٍ مخصوصة بالاستيذان ، ويسمى كل وقت من هذه الأوقات عَوْرَة لأن الناس يختل تحفظهم وتسترهم فيها ، من قولهم « أَعْوَرَ الفارسُ » إذا بدا فيه موضع خلل للطعن والضرب ، وقرأ بعضهم ثَلاثُ عَوَراتٍ بالتحريك.
وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَكَذَا » (١).
أي من تجسس ما ستره الله من الأفعال والأقوال على أخيه فكذا. والعَوْرَةُ : القبل والدبر ، سميت السوأة عَوْرَة لقبح النظر إليها ، وكل شيء ستره الإنسان أنفة أو حياء فهو عَوْرَةٌ ، والجمع عَوْرَات بالسكون للتخفيف ، والقياس الفتح لأنها اسم وهي لغة هذيل. والعَوْرَةُ : النساء. ومنه الْحَدِيثُ « الْمَرْأَةُ عِيٌّ وَعَوْرَةٌ » (٢).
جعلها نفسها عورة لأنها إذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العورة إذا ظهرت. وفِيهِ « اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي وَآمِنْ رَوْعَتِي ».
أراد بِالْعَوْرَةِ كل ما يستحيا منه ويسوء صاحبه أن يرى ذلك منه. والرَّوْعَةُ هي القرعة. وفِيهِ « عَوْرَةُ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ ».
وَمَعْنَاهُ ـ عَلَى مَا ذَكَرَهُ الصَّادِقُ عليه السلام ـ أَنْ يَزِلَّ زَلَّةً أَوْ يَتَكَلَّمَ بِشَيْءٍ يُعَابُ عَلَيْهِ فَيَحْفَظُهُ لِيُعَيِّرَهُ بِهِ يَوْماً.
وَفِي خَبَرٍ آخَرَ هِيَ إِذَاعَةُ سِرِّهِ.
وطريق مُعْوِرَة : أي ذات عورة يخاف منها الضلال والانقطاع. وعَوِرَتِ العينُ عَوَراً من باب تعب : نقصت أو غارت ، فالرجل أَعْوَر ، والأنثى عَوْرَاء ، وإنما صحت الواو فيها لصحتها في أصله ، وهي اعْوَرَّتْ بسكون ما قبلها ،
__________________
(١) الكافي ج ٢ صلى الله عليه وآله ٣٥٤.
(٢) مكارم الأخلاق صلى الله عليه وآله ٢٣٠.