الفراش وهو الزوج ، ولِلْعَاهِرِ الخيبة ولا يثبت له نسب ، وهو كما يقال له التراب أي الخيبة ، لأن بعض العرب كان يثبت النسب بالزنا فأبطله الشرع.
( عير )
قوله تعالى : ( وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها ) [ ١٢ / ٨٢ ] الْعِيرُ بالكسر القافلة ، وهو في الأصل الإبل التي عليها الأحمال لأنها تَعِيرُ أي تتردد ، فقيل لأصحابها كقولهم « يا خيل الله اركبي » والجمع عِيرَات ، وقيل قافلة الحمير ثم كثر حتى قيل لكل قافلة عِيرٌ. ومنه الْحَدِيثُ « إِنَّهُمْ كَانُوا يَرْصُدُونَ عِيرَات قُرَيْشٍ ».
وفِيهِ « مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ العَائِرَةِ بَيْنَ الغَنَمَيْنِ.
العَائِرَةُ أكثر ما تستعمل في الناقة ، وهي التي تخرج من الإبل إلى إبل أخرى ليضربها الفحل ، والجمل عَائِرٌ يترك الشول إلى أخرى ثم يتسع في المواشي ، شبه تردده بين الطائفتين من المؤمنين والمشركين تبعا لهواه وميلا إلى ما يتبعه من شهواته بتردد الشاة العائرة المترددة بين الثلتين فلا تستقر على حال ، وبذلك وصفهم الله تعالى بقوله : ( مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ ). وعَائِرٌ ووُعَيْرٌ جبلان بالمدينة ، وقد ذرعت بنو أمية ما بينهما ثم جزوه على اثني عشر ميلا : فكان كل ميل ألفا وخمسمائة ذراع ، وهو أربعة فراسخ ، وتصديق ذلك ما وردت به الرواية « الْبَرِيدُ مَا بَيْنَ ظِلِ عَيْرٍ إِلَى فَيْءِ وُعَيْرٍ ».
وذكر الفيء لوقوعه في الجانب الشرقي كما أن ظل عَيْر واقع في الجانب الغربي من المدينة. والعَيْرُ : الحمار الوحشي والأهلي ، والأنثى عَيْرَة ، والجمع أَعْيَار مثل ثوب وأثواب. ومنه حَدِيثُ الْمَسْحِ « لَأَنْ أَمْسَحَ عَلَى ظَهْرِ عَيْرٍ فِي الْفَلَاةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمْسَحَ عَلَى خُفِّي » (١).
وعَيَّرْتُ الدنانير تَعْيِيراً : امتحنتها لمعرفة أوزانها. ومنه الْحَدِيثُ « فَرَضَ اللهُ الْمَكَايِيلَ وَالْمَوَازِينَ تَعْيِيراً لِلْبَخْسَةِ ».
أي امتحانا لها. وعَيَّرْتُهُ به : قبحته عليه ونسبته إليه.
__________________
(١) من لا يحضر ج ١ صلى الله عليه وآله ٣٠.