الآية. قرئ غَيْرُ بالحركات الثلاث : أما الرفع فصفة ( الْقاعِدُونَ ) أو بدل ، وأما النصب فعلى الاستثناء ، وقال الزجاج حال من ( الْقاعِدُونَ ) أي لا يستوي القاعدون حال خلوهم عن الضرر ، وأما الجر فصفة للمؤمنين أو بدل منه.
وَفِي الْحَدِيثِ « الشُّكْرُ أَمَانٌ مِنَ الْغِيَرِ » (١).
ومثله « مَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ يَلْقَ الْغِيَرَ ».
أي تغير الحال وانتقالها عن الصلاح إلى الفساد. والغِيرَةُ بالكسر : نفرة طبيعة تكون عن بخل مشاركة الغير في أمر محبوب له والغِيرَةُ : الدية ، وجمعها غِيَر ككسرة وكسر ، وجمع الغِيَر أَغْيَار كضلع وأضلاع. وغَيَّرَهُ : إذا أعطاه الدية ، وأصلها المُغَايَرَة أعني المبادلة لأنها بدل من القتل والتَّغَيُّرُ : التبدل والانتقال ، يقال غَيَّرْتُ الشيءَ فَتَغَيَّرَ. وغَيَّرَهُ : جعله غير ما كان أول. وغَارَ الزوجُ على امرأته والمرأة على زوجها تَغَارُ من باب تعب غَيْراً وغَيْرَةً بالفتح ، ونسوةٌ غُيُرٌ وامرأة غَيْرَى ونسوة غَيَارَى بالفتح ، وجمع غَيُور غُيُر كرسول ورسل ، وجمع غَيْرَان غَيَارَى وغُيَارَى بالفتح والضم.
وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا لَمْ يَغِرِ الرَّجُلُ فَهُوَ مَنْكُوسُ الْقَلْبِ ».
وتَغَايَرَتِ الأشياءُ : اختلفت. و « غَيْرُ » كلمة يوصف بها ويستثنى ، فيكون وصفا للنكرة نحو « جَاءَنِي رَجُلٌ غَيْرُكَ » وأداة استثناء فتعرب على حسب العوامل ، فتقول « مَا قَامَ غَيْرُ زَيْدٍ » و « مَا رَأَيْتُ غَيْرَ زَيْدٍ » قالوا وحكم غَيْر إذا أوقعتها موقع إلا أن تعربها بالإعراب الذي يجب للاسم الواقع بعد إلا ، تقول « أتاني القوم غَيْرَ زيد » بالنصب على الاستثناء ، و « ما جاءني القوم غَيْرُ زيد » بالرفع والنصب كما تقول « ما جاءني القوم إلا زيد وإلا زيدا » بالرفع على البدل والنصب على الاستثناء ، وحاصله ما ذكره الحاجبي حيث قال : وإعراب غَيْر كإعراب المستثنى بإلا على التفصيل ،
__________________
(١) الكافي ج ٢ صلى الله عليه وآله ٩٤.