هُمْ أَهْلُ الزَّمَانَةِ وَالْحَاجَةِ ، وَالْمَسَاكِينُ أَهْلُ الْحَاجَةِ مِنْ غَيْرِ زَمَانَةٍ ».
وَفِي الدُّعَاءِ « نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ ».
قيل الفَقْرُ المستعاذ منه إنما هو فَقْرُ النفس الذي يفضي بصاحبه إلى كفران نعم الله ونسيان ذكره ويدعوه إلى سد الخلة بما يتدنس به عرضه ويثلم به دينه ، والقلة تحمل على قلة الصبر أو قلة العدد.
وَفِي الْخَبَرِ أَنَّهُ صلى الله عليه وآله تَعَوَّذَ مِنَ الْفَقْرِ.
وأَنَّهُ قَالَ : « الْفَقْرُ فَخْرِي » (١).
وبه افتخر على سائر الأنبياء. وقد جمع بين القولين بأن الفَقْرَ الذي تعوذ منه الفقر إلى الناس والذي دون الكفاف ، والذي افتخر به صلى الله عليه وآله هو الفَقْرُ إلى الله تعالى. وإنما كان هذا فخرا له على سائر الأنبياء مع مشاركتهم له فيه لأن توحيده واتصاله بالحضرة الإلهية وانقطاعه إليه كان في الدرجة التي لم يكن لأحد مثلها في العلو ، ففقره إليه كان أتم وأكمل من فقر سائر الأنبياء. وفَقَارَة الظهر بالفتح : الخرز الذي يضم النخاع الذي يسمى خرز الظهر ، والجمع فَقَار بحذف الهاء مثله سحابة وسحاب. والفِقْرَةُ لغة في الفَقَارَة ، وجمعها فِقَر وفِقْرَات كسدرة وسدر وسدرات. ومنه قيل لآخر بيت من القصيدة والخطبة « فِقْرَة » تشبيها بِفِقْرَة الظهر.
وَ « ذُو الْفَقَارِ » بِفَتْحِ الْفَاءِ وَكَسْرِهَا عِنْدَ الْعَامَّةِ : اسْمُ سَيْفٍ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وَنَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام مِنَ السَّمَاءِ ، وَكَانَتْ حَلْقَتُهُ فِضَّةً ـ كَذَا فِي حَدِيثِ الرِّضَا عليه السلام. قَالَ « وَهُوَ عِنْدِي » (٢).
قيل سمي بذلك لأنه كانت فيه حفر صغار حسان وحزوز مطمئنة. والمُفَقَّر من السيوف : ما فيه حزوز مطمئنة ، وقِيلَ كَانَ هَذَا السَّيْفُ لِمُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ السَّهْمِيِّ كَانَ مَعَ ابْنِهِ الْعَاصِ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَقَتَلَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَجَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله عَلِيّاً عليه السلام بَعْدَ ذَلِكَ فَقَاتَلَ بِهِ دُونَهُ يَوْمَ
__________________
(١) سفينة البحار ج ٢ صلى الله عليه وآله ٣٧٨.
(٢) سفينة البحار ج ٢ صلى الله عليه وآله ٣٧٨.