أُحُدٍ.
وَقِيلَ كَانَ مِنْ حَدِيدَةٍ وُجِدَتْ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فِي زَمَنِ جُرْهُمَ أَوْ غَيْرِهِمْ.
وَرُوِيَ أَنَّ بِلْقِيسَ أَهْدَتْ لِسُلَيْمَانَ سِتَّةَ أَسْيَافٍ وَكَانَ ذُو الْفَقَارِ مِنْهَا.
وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ : إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وَقَالَ لَهُ : إِنَّ صَنَماً فِي الْيَمَنِ مغفر من [ مُقْعَدٌ فِي ] حَدِيدٍ ابْعَثْ إِلَيْهِ فَادْفَعْهُ وَخُذِ الْحَدِيدَ. قَالَ : فَدَعَانِي فَبَعَثَنِي إِلَيْهِ ، فَدَفَعْتُ الصَّنَمَ وَأَخَذْتُ الْحَدِيدَ فَجِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله ، فَاسْتَضْرَبَ مِنْهُ سَيْفَيْنِ فَسَمَّى أَحَدَهُمَا ذَا الْفَقَارِ وَالْآخَرَ مِخْذَماً ، فَتَقَلَّدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله ذَا الْفَقَارِ وَأَعْطَانِي مِخْذَماً ثُمَّ أَعْطَانِي بَعْدُ ذَا الْفَقَارِ.
وَفِي الْحَدِيثِ « مِنَ الْقَوَاصِمِ الْفَوَاقِرِ الَّتِي تَقْصِمُ الظَّهْرَ جَارُ السَّوْءِ ».
الفَوَاقِرُ : الدواهي ، واحدتها فَاقِرَة كأنها تحطم فقار الظهر كما يقال قاصمة الظهر.
( فكر )
فِي الْحَدِيثِ « تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً ».
قال فخر الدين الرازي نقلا عنه في توجيه ذلك : هو أن الفِكْرَ يوصلك إلى الله والعبادة توصلك إلى ثواب الله ، والذي يوصلك إلى الله خير مما يوصلك إلى غير الله ، أو أن الفِكْرَ عمل القلب والطاعة عمل الجوارح فالقلب أشرف من الجوارح ، يؤكد ذلك قوله تعالى ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) جعلت الصلاة وسيلة إلى ذكر القلب ، والمقصود أن العلم أشرف من غيره ـ انتهى. والتَّفَكُّر : التأمل ، والفِكْرُ بالكسر اسم منه ، وهو لمعنيين : أحدهما القوة المودعة في مقدمة الدماغ. وثانيهما أثرها أعني ترتب أمور في الذهن يتوصل بها إلى مطلوب يكون علما أو ظنا. وأَفْكَرَ وتَفَكَّرَ وفَكَرَ بمعنى ، يقال فَكَرْتُ في الأمر ـ من باب ضرب ـ وتَفَكَّرْتُ فيه ، وأَفْكَرْتُ بالألف.
وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ تَفَكَّرَ فِي ذَاتِ اللهِ تَزَنْدَقَ ».
أي من تأمل في معرفة الذات تزندق ، لأنه طلب ما لم يطلبه ولم يصل إليه نبي ولا وصي ولا ولي ، ومن هنا قال ابن أبي الحديد :