فِي السَّمَاءِ سِتُّونَ مِيلاً ، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ لِلْمُؤْمِنِ لَا يَرَاهُ الْآخَرُونَ ».
قوله : ( تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) [ ٧٧ / ٣٢ ] هو واحد القصور ، ومن قرأ كَالْقَصَرِ بالتحريك أراد أعناق النخل. قوله : ( وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) [ ٢٢ / ٤٥ ] نقل أنه قَصْرٌ بناه شداد بن عاد بن إرم لم يبن في الأرض مثله فيما ذكر ، وحاله كحال هذه البئر في أنه خرب بعد العمران وأقفر ، فلا يستطيع أحد الإيصال إليه لما يسمع منه من كلام الجن والأصوات المنكرة بعد النعيم والعيش الرغيد ، فذكر الله في هذه الآية موعظة وتحذيرا لمن اتعظ ، وحذر سبحانه عما يقول الظالمون علوا كبيرا. قوله : ( فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ ) [ ٤ / ١٠١ ] هو من قَصَرْتُ الصلاة قَصْراً ـ من باب قتل ـ : نقصت ، وهي اللغة العالية التي جاء بها الكتاب العزيز ، وأما قَصِرَ الشيءُ قِصَراً وزان عنب فهو خلاف طال فهو قَصِيرٌ ، ويتعدى بالتضعيف فيقال قَصَّرْتُهُ ، وعليه قوله تعالى : ( مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ ) [ ٤٨ / ٢٧ ].
وَفِي الْحَدِيثِ « هَذِهِ الْمَقَاصِيرُ إِنَّمَا أَحْدَثَهَا الْجَبَّارُونَ وَلَيْسَ لِمَنْ صَلَّى خَلْفَهَا مُقْتَدِياً بِالصَّلَاةِ فِيهَا صَلَاةٌ ».
المَقْصُورَة : الدار الواسعة والمحصنة ، أو هي أصغر من الدار كالقُصَارَة بالضم ، فلا يدخلها إلا صاحبها والجمع مَقَاصِير. ولعل بطلان صلاة من خلفها لعدم مشاهدة الإمام. وقَصْرُ الظلام : اختلاطه. وقَصْرُ النجوم : اشتباكها ، ومنه الْحَدِيثُ « كَانَ يُصَلِّي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ عِنْدَ قَصْرِ النُّجُومِ » (١).
وفي الكافي والتهذيب معنى قَصْرِ النجوم بيانها. وقَصَرْتُ الشيءَ أَقْصُرُهُ قَصْراً : حبسته ومنه « مَقْصُورَةُ الجامع ». وقَصَرْتُ الشيءَ على كذا : إذا لم أتجاوز به إلى غيره. وقَصَرْتُ عن الشيء قُصُوراً ـ من
__________________
(١) الكافي ج ٣ صلى الله عليه وآله ٢٨١ ، والتهذيب ج ٢ صلى الله عليه وآله ٢٦١.