فعل التَّرَدُّدِ من حيث الصفة فعبر به عنه.
وَفِي حَدِيثِ الْفِطْرَةِ « يُعْطِي بَعْضَ عِيَالِهِ ثُمَّ يُعْطِي الْآخَرُ عَنْ نَفْسِهِ يُرَدِّدُونَهَا بَيْنَهُمْ » (١).
أي يكررونها على هذه الصفة. و « يُرَدِّدُ عليه ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » ) أي يكررها. ولم يَرُدَّ عليه شيئا : أي لم يَرُدَّ عليه جوابا. واسْتَرَدَّهُ الشيءَ : سأله أن يرده عليه. و « المُرْتَدُّ » من ارْتَدَّ عن الإسلام إلى الكفر ، وهو نوعان فطري وملي.
وَفِي الْحَدِيثِ « كُلُّ مُسْلِمٍ بَيْنَ مُسْلِمِينَ ارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ وَجَحَدَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله نُبُوَّتَهُ وَكَذَّبَهُ فَإِنَّ دَمَهُ مُبَاحٌ لِكُلِّ مَنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ ، وَامْرَأَتُهُ بَائِنَةٌ مِنْهُ ، فَلَا تَقْرَبْهُ ، وَيُقْسَمُ مَالُهُ عَلَى وَرَثَتِهِ ، وَتَعْتَدُّ امْرَأَتُهُ عِدَّةَ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا ، وَعَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَقْتُلَهُ إِنْ أُتِيَ بِهِ إِلَيْهِ وَلَا يَسْتَتِيبَهُ ».
وفيه عَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام « إِنَّ الْمُرْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ تُعْزَلُ عَنْهُ امْرَأَتُهُ وَلَا تُؤْكَلُ ذَبِيحَتُهُ وَيُسْتَتَابُ ثَلَاثاً فَإِنْ رَجَعَ وَإِلَّا قُتِلَ ».
قال الصدوق رحمهالله : يعني ذلك المُرْتَدَّ الذي ليس بابن مسلمين.
وَعَنِ الصَّادِقِ عليه السلام فِي الْمُرْتَدَّةِ عَنِ الْإِسْلَامِ؟ قَالَ : « لَا تُقْتَلُ وَتُسْتَخْدَمُ خِدْمَةً شَدِيدَةً وَتُمْنَعُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ إِلَّا مَا تُمْسِكُ بِهِ نَفْسَهَا وَتُلْبَسُ أَخْشَنَ الثِّيَابِ وَتُضْرَبُ عَلَى الصَّلَوَاتِ ».
وفِي حَدِيثٍ آخَرَ « لَمْ تُقْتَلْ وَلَكِنْ تُحْبَسُ أَبَداً ».
و « الرِّدَّةُ » بالكسر والتشديد : اسم من الِارْتِدَادِ. وأصحاب الرِّدَّةِ على ما نقل كانوا صنفين صنف ارتدوا عن الدين وكانوا طائفتين : إحداهما أصحاب مسيلمة ، والأخرى ارتدوا عن الإسلام وعادوا إلى ما كانوا عليه في الجاهلية واتفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم واستولد علي منهم الحنفية ، والصنف الثاني لم يرتدوا عن الإيمان ولكن أنكروا فرض الزكاة وزعموا أن ( خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ ) خطاب خاص بزمانه صلى الله عليه وآله
__________________
(١) الكافي ج ٤ صلى الله عليه وآله ١٧٢.