آخِرِهَا (١).
فَأَحَدٌ في ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) بدل من الله لأن النكرة تبدل من المعرفة ، كما في قوله تعالى ( لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ ) ومعنى أَحَدٍ أَحَدِيُّ النَّعْتِ كما
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله « نُورٌ لَا ظَلَامَ فِيهِ وَعِلْمٌ لَا جَهْلَ فِيهِ » (٢).
وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) يَعْنِي غَيْرَ مُبَعَّضٍ وَلَا مُجَزَّإٍ وَلَا يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الْعَدَدِ وَلَا الزِّيَادَةُ وَلَا النُّقْصَانُ.
و « الْأَحَدُ » من أسمائه تعالى ، وهو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر ، وهو اسم بني لنفي ما يذكر معه من العدد ، تقول « مَا جَاءَنِي أَحَدٌ ». والأَحَدُ بمعنى الواحد ، وهو أول العدد ، تقول أَحَدٌ واثنان وأَحَدَ عشر وإِحْدَى عشرة. قال الجوهري : وأما قولهم ما في الدار أَحَدٌ فهو اسم لمن يصلح أن يخاطب ، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث ، قال تعالى ( لَسْتُنَ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ ) وقال ( فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ ). وأَحَّدَهُ ووَحَدَّهُ كما يقال ثناه وثلثه. والأَحَدُ : أحد أيام الأسبوع ، وجمعه الآحَادُ. ومنه الْحَدِيثُ « اتَّقُوا أَخْذَ الْأَحَدِ ».
أي شَرُّهُ. و « أُحُدٌ » بضمتين : جبل معروف على ظهر مدينة الرسول صلى الله عليه وآله ، وبقربه كانت الوقعة التي قتل فيها حمزة عم النبي صلى الله عليه وآله وقبره هناك.
( أدد )
قوله تعالى : ( لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا ) [ ١٩ / ٨٩ ] أي منكرا عظيما ، من الإِدِّ وهو الشيء المنكر العظيم.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ : مَا أَصَبْتُ مِنَ الْإِدَدِ وَالْأَوَدِ ».
الإِدَدُ بكسر همزة جمع إِدَّةٍ بكسرها وتشديدها : الدواهي العظام ، والأود العوج. و « أُدٌّ » أبو قبيلة ، وهو أُدُّ بن طائحة ابن إلياس بن مضر. و « أُدَدُ » أبو قبيلة من اليمن ، وهو
__________________
(١) مجمع البيان ج ٥ صلى الله عليه وآله ٥٦٤.
(٢) البرهان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٥٢٦.