سورة الأعراف
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا .. يموت بن المدرع قال حدثني أبو حاتم قال حدثني أبو عبيد حدثني يونس بن حبيب عن أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد عن ابن عباس قال .. وسورة الأعراف نزلت بمكة فهي مكية .. [ قال أبو جعفر ] فلم نجد فيها مما يدخل في الناسخ والمنسوخ الا آية واحدة مختلف فيها قال الله عز وجل ( خُذِ الْعَفْوَ ) (١) .. فيها خمسة أقوال .. من العلماء من قال هي منسوخة بالزكاة المفروضة .. ومنهم من قال هي منسوخة بالأمر بالغلظة على الكفار .. ومنهم من قال خذ العفو أي الزكاة المفروضة .. ومنهم من قال هو أمر بالاحتمال وترك الغلظة والفظاظة غير منسوخة .. فممن روى انها منسوخة بالزكاة ابن عباس قال ( خُذِ الْعَفْوَ ) يقول خذ ما عفا وما أتوك به ثم قال وكان هذا قبل أن تنزل براءة بفرض الزكاة وتفصيلها وجعلها موضعها .. وقال الضحاك نزلت الزكاة فنسخت كل صدقة في القرآن وحدثنا .. جعفر بن مجاشع قال حدثنا إبراهيم الحربي قال حدثنا حسين بن الاسود عن عمرو عن أسباط عن السدي ( خُذِ الْعَفْوَ ) قال الفضل من المال نسخته الزكاة .. والقول الثاني أنها منسوخة بالغلظة قول زيد قال ( خُذِ الْعَفْوَ ) قال فأقام النبي صلىاللهعليهوسلم بمكة عشر سنين لا يعرض عن أحد ولا يقاتله ثم أمره الله عز وجل أن يقعد لهم كل مرصد وأن لا يقبل لهم الا الاسلام وأنزل ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ) (٢) وقال ( قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ) (٣) فنسخ هذا العفو .. والقول الثالث أن العفو الزكاة .. قال مجاهد وكان إبراهيم بن محمد بن عرفة يميل الى هذا القول قال لأن الزكاة يسير من كثير .. والقول الرابع أن العفو شيء من المال سوى الزكاة قول القاسم وسالم قالا هو فضل المال ما كان عن ظهر غنى .. والقول الخامس قول عبد الله وعروة ابني الزبير كما قرئ .. على أحمد بن شعيب عن هارون بن اسحاق قال حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن الزبير قال انما أنزل الله تعالى ( خُذِ الْعَفْوَ ) من اخلاق الناس .. وهذا أولى ما قيل في الآية لصحة اسناده وانه عن صحابي يخبر بنزول الآية واذا جاء الشيء هذا
__________________
(١) سورة : الأعراف ، الآية : ١٩٩
(٢) سورة : التوبة ، الآية : ٧٣
(٣) سورة : التوبة ، الآية : ١٢٣