الوجه الظاهر.
أمّا على ما نقلناه من لفظ ( المصباح ) ، من تصريحه عليهالسلام بالتقييد بصلاة العصر ، فظاهر ظهور نور الصباح المغني عن نور المصباح ، لأنّ صلاة العصر من الألفاظ المحكمة الصراح.
وأمّا على ما نقلتموه من قولكم : بعد العصر ، من دون تصريح بلفظ المضاف ، فهو غير مُناوِى لما قلناه ، ولا مُنافٍ :
أمّا أوّلاً ؛ فلظهور كون العصر عَلَماً بالغلبة على الصلاة على حدّ غيره من الأوقات ، كالصبح والظهر وسائر الأوقات.
وأمّا ثانياً ؛ فلعدم صلوح شيء من المعاني اللغويّة المذكورة للعصر في هذا المقام ، إذ معانيه التي لها مناسبة ما بالمرام لدلالتها على الزمان دون سائر المعاني الخارجة عن حرم هذا العنوان إنّما هي الدهر ، واليوم والليلة ، والعشي إلى احمرار الشمس ، والغداة ، هكذا في ( القاموس ) (١) الذي هو أبسط كتب اللغات. وأنت خبير بعدم صلوحها للانتظام في سلك الاستدلال ، وببعدها عن دائرة الاعتدال.
أمّا الدهر والليلة والغداة ، فظاهر لكلِّ ذي التفات.
وأمّا اليوم ؛ فلما قرع سمعك من نهيه عليهالسلام عن جعله صوم يوم كامل ، فلو فسّر العصر به لزم عكس المطلوب الذي هو عن قبلة القبول زائل.
فلم يبقَ إلّا معنى العشيّ الذي هو في اللغة : من بعد زوال الشمس إلى غروبها ، كما في ( مجمع البحرين ) (٢) و ( النهاية ) (٣) و ( الغريبين ) (٤) ، أو ما بين زوالها إلى غروبها كما نقله عن ( المغرب ) في ( مجمع البحرين ) (٥) ، أو آخر النهار كما في ( القاموس ) (٦) ، ونسبه في ( المجمع ) (٧) إلى المشهور ، أو من زوالها إلى الصباح كما نسبه في
__________________
(١) القاموس ٢ : ١٢٩.
(٢) مجمع البحرين ١ : ٢٩٢.
(٣) النهاية ( ابن الأثير ) ٣ : ٢٤٢.
(٤) عنه في النهاية ٣ : ٢٤٢.
(٥) مجمع البحرين ١ : ٢٩٢.
(٦) القاموس المحيط ٤ : ٥٢٤.
(٧) مجمع البحرين ١ : ٢٩٢.