عليه بين الطائفة المحقّة والثلة الحقّة.
وأمّا قوله : ( فإن كان للخصم حجّة غير ما سمعت فليوردها ) .. إلى آخره ، فقد مرّ أنّ ما ذكره بالنسبة إلى غيره مضافاً إلى الشهرة المأمور بالأخذ بها ، والإجماع المنقول مَنْ غير واحد من الفضلاء الرؤساء أقلّ قليل كما لا يخفى على ذي تحصيل ، ومن أراد البسط في المقال فليرجع إلى رسالتنا في ذلك المجال ، والله العالم بحقيقة الحال.
ثمّ قال ختم الله لنا وله وللمؤمنين بصالح الأعمال ـ : ( ونسأل الله تعالى شأنه أن يجعل الحقّ ما ذهبنا إليه ، وأنْ يعصمنا عن التعسّف والزيغ عن صراط الحقّ والتيه ، وأنْ يمنحنا بقبول الأعمال ، ويجعل ما رسمناه مقبولاً عند العارفين من أصحابنا الأبدال ، إنّه كريم مفضال ، ولما يشاء فعّال ، ونُصلّي على النبيّ والآل.
حرّره فقير ربّه المتعال ، تراب أقدام العلماء الأبدال : عليّ بن عبد الله بن عليّ المهزي الستري ، باليوم السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة ١٢٧٤ الرابعة والسبعين والمائتين والألف من الهجرة النبويّة ، على مهاجرها وآله الصلاة والسلام ).
أقول : وأنا أسألُ الله المنّان ذا الجود والإحسان أنْ يوفّقني وإيّاه والمؤمنين لما فيه النجاة والعصمة من الهفوات ، وأنْ يختم أعمالنا بالصالحات ، ويوفّقنا لسلوك جادّة الإنصات للحقّ والإنصاف ، واجتناب عمياء التعنّت والاعتساف ، وأنْ يجعلنا من المقبولين عنده ، إنّه ذو الفضل العظيم والطول العميم ، وأنْ يهدينا لما اختلِف فيه من الحقّ إنّه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، وأنْ يجعل ساعة لقائنا إيّاه ساعة رضاه ، وآخر أيّامه يوم نلقاه ، بحقّ محمّد وآله أصل كلّ خير ومبدأه وغايته ومنتهاه.
وليكن هذا آخر ما سمح به الحال ، وسنح بالبال على مزيد بلبال ، وإخلال أحوال ، واختلاف أهوال ، عافانا الله منها ذو الجلال بمحمّد والآل ، فالمأمول من ناظرها أنْ ينظر إلى ما قيل لا إلى مَنْ قال ، ويعرف الرجال بالحقّ لا الحقّ بالرجال.
وقد استتمّ هذا التحرير واستتبّ هذا التقرير بليلة الجمعة الشريفة المباركة المنيفة ، وهي الليلة السابعة والعشرون من شهر ربيع المولود من السنة ١٢٧٥ من هجرة النبيّ علّة كلّ موجود ،