وهو كثيرُ الكتب والرواياتِ ، المستفادِ منها استقامته وجلالتهُ. ولم يَطْعن فيه إلّا الغضائري ، فقال : ( يُعرف حديثُهُ ويُنكر ، ويروي عن الضّعفاء ، ويجوز أن يخرج شاهداً ) (١).
وقد حقّقنا في كتابنا المذكور (٢) : إنّ طعنه غيرُ مقبول مطلقاً ، بل مع مشاركة غيره ، أو ثبوت مستنده. ولو عُمل بطعنه مطلقاً لم يَسْلم أحدٌ من الثقات ، كما لا يخفى على ذي الالتفات. مع أنّ في كثرة رواية الحسين بن محمّد الثقة عنه إشعاراً بوثاقته. واللهُ العالم.
وفيه أيضاً : الوشّاء ، وهو الحسنُ بن علي بن زياد البجلي الكوفي ، الخزّاز بالمعجمات ويُعرف بابن بنت إلياس الصيرفي. وهو وجهٌ من وجوه هذه الطائفة وأعيانهم ، ويكفي في وثاقته وجلالته استجازةُ أحمد بن محمّد بن عيسى منه ، كما في ( النجاشي ) (٣).
وفيه أيضاً ـ : أبان بن عثمان ، وهو المعروف بالأحمر. وقد نفينا في كتابنا المذكور (٤) ناووسيّته ، وأثبتنا بوجوهٍ عشرةٍ كاملةٍ إماميّتَهُ وعدالتَهُ ، مع أنّه ممّن اجتمعت العصابةُ على تصحيح ما يصحُّ عنهم ، والإقرار لهم بالفقه.
وفيه أيضاً ـ : سَلَمَةُ ، المشترك بين جماعةٍ كثيرة ، لم يوثّق منهم إلّا سَلَمَة بن محمّد ، وهو وإن تعيّن في زيادات فقه الحجّ من ( التهذيب ) (٥) وفي مواضع أُخر منه (٦) ، ومن ( الاستبصار ) (٧) ككتاب الصيد والذباحة بسلمة بن أبي حفص ، أو سلمة بن حفص ، أو سلمة أبي حفص على اختلاف النسخ لكنّه مجهول ، بل غيرُ مذكورٍ في كتب الرجال.
ولكن بالنظر إلى رواية أبان بن عثمان عنه ، الذي هو من أهل الإجماع ، وإلى ما حقّقناه من وثاقة المذكورين في هذا السند من الرجال ، تصحّ الروايةُ من غير نظر إلى
__________________
(١) عنه في الفهرست : ٣٣٥ / ٧٣١.
(٢) زاد المجتهدين ١ : ٣٥١.
(٣) النجاشي : ٣٩ / ٨٠.
(٤) زاد المجتهدين ١ : ٢١٦ ٢٢١.
(٥) التهذيب ٥ : ٤٦٠ / ١٥٩٩.
(٦) التهذيب ٤ : ٨٢ / ٢٣٧ ، و ٩ : ٧ / ٢٤.
(٧) الاستبصار ٤ : ٩١ / ٢١٤.