وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « لو أن عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام حتىٰ يصير كالشنّ البالي ثم لم يدرك محبّتنا ، أكبّه الله علىٰ منخريه في النار » ثمّ تلا آية المودّة (١).
وقال أمير المؤمنين علي عليهالسلام : « لا يحفظ مودّتنا إلّا كلّ مؤمن » (٢).
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « من مات علىٰ حب آل محمد مات شهيداً ومغفوراً له وتائباً ، ومؤمناً مستكمل الإيمان ، وبشّره ملك الموت بالجنّة ثمّ منكر ونكير ، ويزفّ إلىٰ الجنّة كما تُزَفُ العروس إلىٰ بيت زوجها ، وفي قبره يُفتح له بابان إلىٰ الجنّة ، وجعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات علىٰ حب آل محمّد مات علىٰ السنّة والجماعة ، ومن مات علىٰ بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه : آيس من رحمة الله ، وقد مات كافراً ولم يشمّ رائحة الجنّة » (٣).
ثم يعلّق الفخر الرازي فيقول : « لا شكّ ان فاطمة وعليّاً والحسن والحسين كان التعلّق بينهم وبين رسول الله صلىاللهعليهوآله أشدّ التعلّقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل » (٤).
والاستثناء (إلّا) في الآية سواء أكان منقطعاً أم متّصلاً ، فإن عظمة المودّة فيهم عليهالسلام تبقىٰ شاخصة وواجبة بأمر إلهي.
_______________________
(١) مجمع البيان ٩ : ٤٣ ، شواهد التنزيل ٢ : ١٤٠ / ١٣٧ ، ترجمة الإمام علي عليهالسلام من تاريخ دمشق ١ : ١٤٨ / ١٨٢ و١٨٣ ، كفاية الطالب : ٣١٧.
(٢) مجمع البيان ٩ : ٤٣.
(٣) الكشّاف ٤ : ٢٢٠ ـ ٢٢١ ، تفسير الرازي ٢٧ : ١٦٥.
(٤) تفسير الرازي ٢٧ : ١٦٦.