والاتفاقات والروابط التي أخذ في نائها رضوان الله سبحانه حتىٰ اعتبرت من ضمن الابتلاء ، فقال تعالىٰ : ( إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ) (١) ومن خلال هذا الابتلاء تتمحّض النفوس وتتميّز المواقف ليعرف الثابتون من الناكثين ، والأقوياء في الله من الضعفاء أمام مصالح النفوس الضعيفة.
الصف الوحد
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ) (٢).
تعالج سورة الصفّ جملة من الأغراض لعلّ أهمها :
١ ـ التأكيد علىٰ عقيدة التوحيد وحالة الانسجام بين رسل الله الكرام.
٢ ـ الإقرار بأنّ الإسلام هو الخلاصة والخاتمة في سير الرسالات ، والبشارة به ولزوم اتباعه.
٣ ـ الجهاد من أجل حفظ هذه العقيدة الإسلامية والدفاع عنها أمام المحاولات الرامية لاطفاء نور الله.
لقد عالجت الآيات الاُولىٰ من هذه السورة المباركة الموقف من الجهاد في سبيل الله.. وفي سبب النزول تبيّن الروايات أنّ جماعة من المسلمين سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن أحبّ الأعمال فذكر لهم الجهاد ، ولما دعوا إليه كرهه بعضهم
_______________________
(١) سورة النحل : ١٦ / ٩٢.
(٢) سورة الصفّ : ٦١ / ٤.