الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ) (١).
صنميّة الإتّباع لدى المشركين
( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ) (٢).
جاء هذا المثل بعد دعوة الناس الذين انحرفوا عن الطريق المستقيم إلىٰ ما أنزل الله وكيف تذرّعوا بسنّة الآباء والأجداد وأعرضوا عن دعوة الحق ، كما في قوله تعالىٰ : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ) (٣).
إنّ هذه الطائفة من المقلّدين لموروثات أخذوها عن آبائهم هم في ضلال قناعة خاطئة ، وليسوا علىٰ استعداد لمناقشتها وكشف زيفها ، وهنا تتجلّىٰ حاجة إنسانية افتقدتها أصناف بشرية عديدة ، فهذه العبودية المرفوضة للصنم والاتباع الأعمىٰ لسنّة الآباء من غير تدبّر تلغي في الإنسان قدرته علىٰ عقلنة المواقف ، علماً أن الفكرة والمعتقد والسلوك وحتىٰ الممارسة العملية للفرد والمجتمع ، تخضع لطبيعة الحاجة التي تتولّد ، وتعزّزها حالة الصراع والمنافسة في دنيا الناس ما دام ذلك من صنع الإنسان نفسه ومن وحي فكره المحدود.
وحثّ أهل البيت عليهمالسلام الناس علىٰ أن لا يتابعوا كلّ أحد علىٰ رأيه وأن
_______________________
(١) سورة الكهف : ١٨ / ٤٤.
(٢) سورة البقرة : ٢ / ١٧١.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ١٧٠.