باذر حبة ».
وجاءت الآيتان بعد هذا المثل لتؤكّدا استقامة الانفاق الذي يأمر به الله سبحانه عباده ، فقال تعالىٰ : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) (١).
فيفهم من ذلك :
١ ـ الإنفاق يكون في سبيل الله مع خلوص النية فيه.
٢ ـ عدم إلحاق المنّ والأذىٰ بهذا الانفاق بعد أدائة ، فالمنّ كقول المسؤول للسائل : ألم أعطك ؟ ألم أحسن إليك ؟ والأذىٰ : أن يعبس بوجهه أو يتعبه أو يؤذي سائله.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « من أسدىٰ إلىٰ مؤمن معروفاً ، ثم آذاه بالكلام أو منّ عليه فقد أبطل الله صدقته » (٢).
٣ ـ ان ردّ السائل بالقول الحسن والمعروف والكلمة الطيبة خير وأفضل من صدقة يتعها أذىٰ.
آفة الانفاق
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ
_______________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣.
(٢) تفسير القمّي ١ : ٩١.