الدنيا متاع الغرور
قال تعالىٰ : ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) (١).
اللعب : ضد الجدّ ، وهو عمل بقصد اللذة أو التنزّه ، أو من غير قصد صحيح ، وقيل : هو تعب من غير فائدة. واللهو : ما يشغل الإنسان عما يهمّه. والزينة : تحسين القبيح. والتفاخر : المباهاة والتمدّح بالخصال.
جُعِلَتْ الحياة الدنيا من أجل البناء وتعميق العبودية الخالصة لله ، ولم تُخْلَق عبثاً ، وإنّما لحكمه ومشيئة إلهية ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ) (٢) ، ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ) (٣) وفي الميدان الحياتي يشق الإنسان طريقة وهو خليفة الله المجعول من قبله سبحانه ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) (٤).
ومن أجل تقبيح حبّ الدنيا في نفسه ، وبيان النتائج المرعبة للمغمورين فيها ذكر القرآن الكريم في هذا المقطع بعض الخصال مثل : « اللعب واللهو
_______________________
(١) سورة الحديد : ٥٧ / ٢٠.
(٢) سورة المؤمنين : ٢٣ / ١١٥.
(٣) سورة ص : ٣٨ / ٢٧.
(٤) سورة البقرة : ٢ / ٣٠.