القرآن الكريم عنهم في سور عديدة وخصّها بسورة كاملة من سور القرآن الكريم الكريم وقد صنّف القرآن هذه الطائفة وعرّف صفات أفرادها وخطّها التحريفي وحذّر منها ، وأكّد علىٰ متابعتها والكشف عن أفرادها وأوكارها وتوجّهاتها.
وفي الواقع إن ظاهرة النفاق تتكرّر في حياة الإنسان ما دام هناك عمل وبناء وتزييف لأقنعة الدجل والالتواء ، وما دامت هنالك مصلحة وذات خربة.
ومن مواقفهم المنافقة ـ كما اجملها العلّامة الطباطبائي ـ انسحابهم من الجيش الإسلامي يوم اُحد ، وعقدهم الحلف مع اليهود ، واستثارتهم علىٰ المسلمين ، وبناؤهم لمسجد ضرار ، واشاعتهم حديث الإفك ، وإثارتهم الفتنة في قصة السقاية وقصة القبّة.
وقد هدّدهم القرآن الكريم في الدنيا بقوله : ( لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ) (١).
وأوعدهم بوعيد يوم القيامة بقوله : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) (٢).
هوية المنافق
والملاحظ علىٰ هذه الطائفة جملة صفات نعرض لبعضها بأجمال :
_______________________
(١) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٦٠ ـ ٦١.
(٢) سورة النساء : ٤ / ١٤٥.